استنكرت وزارة الشؤون الخارجية على لسان ناطقها الرسمي مزاعم نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى مصدر لم تذكره تدّعي فيها بعودة عناصر تابعة للتنظيم الإرهابي «حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا» إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، وقال عمار بلاني إن ذلك غير صحيح واصفا الأمر ب “التضليل الإعلامي”، وشدّد على أن من يدعم ويُحرّض هذا التنظيم «هم العملاء الإقليميون..». أبلغ وزير خارجية دولة مالي السلطات الجزائرية خلال زيارته الأخيرة إلى بلادنا بأن التصريحات التي نسبتها إليه وكالة الأنباء المغربية الرسمية مؤخرا “تمّ تحريفها”، حيث قالت الوكالة في برقية لها إن “تييمان كوليبالي” أكد لها وجود علاقة بين جبهة “البوليساريو” والتنظيم الإرهابي المسمى “حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا”. وعلى العكس من ذلك فإن الوزير “كوليبالي” نفى أن يكون قد أدلى بهذا النوع من الكلام. وعلى هذا الأساس أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية ردّا على تلك المزاعم المغربية أنه: “أؤكد من جهة أخرى أنه خلال تواجده مؤخرا بالجزائر العاصمة أكد لنا وزير الشؤون الخارجية المالي تييمان كوليبالي أنه تمّ تحريف أقواله كليا من طرف وكالة أنباء بلد مجاور من أجل الإيهام بتواصل مزعوم بين جبهة البوليساريو وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا”. إلى ذلك كان كلام بلاني موجّها بدرجة أولى إلى مسؤولي وكالة الأنباء الفرنسية على ما نشرته قبل أسبوع بخصوص قضية ذات صلة بسابقتها، ويتعلق الأمر بما وصفه المتحدّث “مقالا كاذبا جديدا” بثّته الوكالة ذاتها من خلال مكتبها في العاصمة المالية “باماكو” كتبه الصحفي “سيرج دانيال” حول “جهاديي شمال مالي”، وقد أدرج مسؤول وزارة الخارجية ما جاء فيه من ادعاءات ومزاعم في خانة “التضليل الإعلامي الفادح”. ولم تتقبل الخارجية الجزائرية الاتهامات والتحامل الوارد في البرقية من خلال الزعم بأن “العديد من مقاتلي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا – وهي إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة الثلاثة التي احتلت شمال مالي لعدة أشهر سنة 2012- قد رجعوا إلى مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف”، وعلى إثر ذلك تابع الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية موضحا: “إننا متعوّدون على مثل هذه التصرّفات غير الموضوعية لكاتب هذا المقال”. كما لم يستغرب المتحدّث ما جاءت به البرقية ذاتها عندما استطرد مواصلا تعليقه: “إن التطوّرات المخصّصة لجبهة البوليساريو والصحراء الغربية مليئة بالاتهامات الكاذبة والتي بطبيعة الحال من أجل تمريرها تم نسبها لعسكري إفريقي طلب عدم الإفصاح عن هويته”. وأكد عمار بلاني في خلاصة تصريحه أن “الأمر يتعلق بتضليل إعلامي فادح بما أن العملاء الإقليميين الذين يُحرّضون ويأوون حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا معروفون جيدا من طرف الجميع ولا يوجدون على التراب الجزائري”، وفي هذا الكلام إشارة واضحة وصريحة منه إلى أن السلطات المغربية هي من تقف وراء جماعة “التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا. وكان وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، اتهم أواخر الشهر الماضي بشكل صريح المملكة المغربية بالوقوف وراء اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين بشمال مالي وتورطها في الهجوم على القاعدة الغازية بتيقنتورين الذي تبنته الجماعة الإرهابية للتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، معتبرا أن هذا التنظيم “مطبوخ بالمغرب رؤوسه بالرباط وعملائه يتجولون بعاصمتين بغرب إفريقيا بجوازات سفر دبلوماسية”. كما أكد ولد السلك في مؤتمر صحفي عقده بسفارة بلاده في الجزائر أن كل المؤشرات التي تتوفر عليها الصحراء الغربية والمعلومات التي استجمعتها من قبل ممثليها المتواجدين عبر عواصم افريقية “توحي بتورط المغرب التي لها يد في الحرب على شمال مالي”، ليشير إلى أن السفارة المغربية ببامكو أصبحت خلال الأشهر الماضية معقلا للمخابرات المغربية.