أجمع المشاركون في يوم دراسي حول "العنف في الوسط المدرسي" نظم أمس بوهران على أن متابعة وتحليل هذا النوع من العنف يحتاج و"بصفة ضرورية" إلى استحداث مؤشرات علمية لقياس الظاهرة. وأشار رئيس قسم أنثروبولوجيا التربية وأنظمة التكوين التابع لمركز البحث في الأنثربولويجا الاجتماعية والثقافية لوهران -الهيئة المبادرة بتنظيم هذا اللقاء- إلى أن غياب مؤشرات قياس للتتبع ظاهرة العنف المدرسي من حيث الجانبين الكمي والنوعي يشكل تحدي كبير للباحثين الأكاديميين الراغبين في الوقوف وبشكل دقيق عند هذه الآفة. وطرح الأستاذ فؤاد نوار بالمناسبة إشكال "عجز أكاديمي" لتناول هذه الظاهرة التي تشكل في الوقت الحاضر إحدى القضايا البارزة في المجتمع الجزائري لاسيما وأنها تخص قطاع التربية الذي يضم أكبر فئة من المجتمع داعيا إلى ضرورة تأسيس مؤشرات مبنية على مناهج وأسس أكاديمية علمية بحثة. ومن جانبه شاطر الأستاذ بن دريدي فوزي من جامعة سوق أهراس نفس الرأي وهو أحد المساهمين في مشروعي البحث الموسومين بعنواني "مؤشرات العنف في الوسط المدرسي" و"ظاهرة العنف المصغر في المدرسة الجزائرية : حالة بعض ولايات الشرق الجزائري". وحرص المحاضر على التأكيد أن استحداث مؤشرات قياس العنف المدرسي كفيل برفع رهان البحث العلمي الموجه لهذه القضية "خاصة في ظل اختلاف مواضيع العنف في هذا الوسط التعليمي وتعدد أشكال تجلياته وتنوع فاعليه وتباين أوجه ممارساته وتعارض غاياته". واعتبرت الأستاذة راضية بوزيان من جامعة الطارف من جهتها أنه في ظل غياب مؤشرات قياس الظاهرة فإن الأبحاث حول العنف في الوسط المدرسي الجزائري "تبقى ناقصة ومحدودة ولا تؤدي دورها الفعلي كقاعدة لإيجاد الحلول ومناهج المكافحة". وتطرق المشاركون في هذا اللقاء إلى عدة مواضيع تصب في ذات المحور مثل مسؤولية مؤسسات التنشئة الاجتماعية على غرار الأسرة والمحيط الاجتماعي في الوسطين الحضري والريفي في تنامي ظاهرة العنف في الوسط المدرسي. وتناولوا أيضا أبعاد أخرى مرتبطة بالآفة مثل نوعية التسيير الاداري بالمؤسسات التربوية ودور المعلمين وغياب المرافقة البسيكولوجية للتلاميذ إلى جانب التحولات الاجتماعية والثقافية التي يعيشها المجتمع.