تتسبّب الطائفة في إزهاق آلاف الأرواح ونشر الأحقاد والضغائن، وإشعال فتيل الحروب بين الشعوب المختلفة ثقافيا ودينيا، كما تشعل فتيل الحرب بين أفراد المجتمع الواحد الذين يحكمهم نسيج عقيدة مشتركة، بسبب التعصّب والتمذهب، ولا تتوقّف الطائفية عند حدود التطرّف الفكري الديني، بل تمتدّ لتشمل التطرّف العرقي والإثني، وبسبب الطائفية العرقية، أدخل هتلر، الذي كان يؤمن بأن الأصل الجرماني هو أرقى الأجناس البشرية، العالم في دوامة حرب عالمية أتت على الأخضر واليابس. الأيام الجزائرية / زهير الشمالي خرج لبنان من حرب طائفية دامت أكثر من 15 سنة، كانت حصيلتها 150 ألف قتيل، وما يزيد عن 300 ألف جريح ومعوق، شاركت فيها كل الطوائف والإثنيات، من مسيحيين موارنة، وشيعة، وسنة، ودروز، ويعيش العراقيون اليوم على وقع الصراعات الطائفية التي يعود تاريخها، في العصر الحديث إلى سقوط نظام صدام حسين، ولا يزالون يدفعون ثمن خلافاتها، عشرات القتلى كل يوم، وكانت المملكة العربية السعودية مسرحا، خلال الأشهر القليلة الماضية لتفجيرات الدالوة والقديح والعنود، التي راح ضحيتها 35 قتيلا، و100 جريح، بسبب العداء السني الشيعي. الطائفية سلاح ذو حدّين الفكر الأحادي والنظرة الإقصائية للمختلف عن المنظومة الفكرية السائدة، في السعودية، هي إحدى أهم الأسباب التي أدّت إلى تكاثر طفيليات التطرّف، في المجتمع، سيما وأن ترسانة من المنظومة التربوية والثقافية والسياسية، ومختلف المؤسسات، مهيّأة لإنتاج أشكال التطرّف المختلفة. بالعودة قليلا إلى الماضي القريب، نجد أن السنة والشيعة تمكّنوا من العيش في سلام ودون تصادم، في ظل تعدّد ثقافي مارسته أجيال سابقة، تشربّتْ بروح التنوّع الفكري، وعلى سبيل المثال، "كان سنة المدينة المنوّرة يتخالطون بأهلها من الشيعة، الذين كانوا يعملون في مزارع النخيل لديهم"، وتشير بعض الكتابات المتابعة للسيرة الشعبية والاجتماعية في السعودية إلى أن شيعة المدينة مازالوا يحملون اسم العائلة "النخلي"، نسبة إلى مزارع النخيل التي كانوا يعملون بها. ولم يصبح إقصاء الشيعة والتضييق عليهم شائعاً إلا في العقود القليلة الماضية، فصارت أماكن سكن الأسر الشيعية تقتصر تقريبا على منطقة العوالي بالمدينةالمنورة، وأصبح الاختلاف العقدي والثقافي شبهة وتهمة، مما يُعدّ تحولاً كبيراً عن الماضي يهدّد التطرّف المواطن الشيعي، في السعودية، لأنه يحرمه من أعظم حقّ من حقوقه وهو الحياة، لكن بالموازاة مع ذلك، يخلق العنف والتطرّف حالة من الهلع في وسط المجتمع بصورة عامة، وما الضجّة التي حدثت في السعودية وحالة الاستنفار لدى أجهزة الأمن والروع الكبير الذي عاشته خلال أحداث الدالوة والقديح والعنود التي راح ضحيّتها أفراد شيعة إلا دليل على ذلك. المذهبية لإشعال الفتيل تدعم كل من السعودية وإيران، دولا وجماعات تشاطرها مذهبها، كل على حدة، وتستخدم العصبية المذهبية كأداة تفيدها في تحقيق أهدافها السياسية، لكنها أداة خطيرة في الوقت نفسه، بسبب التداعيات التي تتركها في المجتمعات، ويقول المحللون إن جذور النزاعات في الشرق الأوسط والخليج العربي، تعود إلى التنافس بين الدولتين، للحصول على مكاسب داخلية وخارجية، منبّهين إلى أنه لا وجود لشرخ ديني حقيقي، وإن كانت المطية مذهبا دينيا، وتقول جين كينينمونت، المتخصّصة في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز "شاتهام هاوس" بلندن "لا يوجد نزاع دائم هنا، أحيانا، تختلط الهويات الدينية المختلفة بخلافات سياسية أو اقتصادية". ويعود التنافس الطائفي بين إيران والسعودية، اللذان يسعى، كل واحد منهما، إلى تكريس نفوذه الإقليمي، إلى عقود مضت،. وشهدت علاقاتهما توترات وفترات تقارب، وتدهورت العلاقات إلى أدنى مستوى بعد الاحتلال الأمريكي للعراق الذي دعمته السعودية في 2003، على الرغم من استهدافه نظام زعيم سنيّ هو صدام حسين. وتدعم السعودية، في سوريا المعارضة السنية القريبة منها، فيما تقف إيران إلى جانب الأسد، العلوي المذهب، وتمضي الرياض بعيدا في حرب اليمن، حيث تدخّلت عسكريا، على رأس تحالف بشعارات مذهبية سنية، وجها لوجه في عداء مع الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران. وفي خطّ مواز، تُوجّه الاتهامات لإيران وحزب الله بتشجيع المعارضة الشيعية في البحرين، في البحرين، كما تدعم السعودية لبنان، ممثلا في رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أبرز زعيم سني في البلاد. وتشهد العلاقات بين قطر ومصر السنيتان حالة من التوتّر، بسبب دعم الأولى لجماعة الإخوان المسلمين، وعداء السلطات المصرية لهذه الجماعة، التي تسلمت السلطة بعد "ثورة 25 يناير" 2011. اللبنانيون يدقّون ناقوس الخطر واستشعر اللبنانيون خطورة الطائفية، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث خرجوا إلى الشارع بشعارات معادية لها، وسارت حشود من اللبنانيين في الشارع، مندّدة بالمآل الذي وصل إليه لبنان، بسبب الطائفية التي فرضت على السياسة إقامة حكومة بتوازنات المحاصصة النسبية الطائفية، فخرجوا فيما عرف باسم أزمة النفايات في حركة احتجاج كبيرة، أطلقت شعار "طلعت ريحتكم"، وكانت تمثل تمرّدا ضدّ قيم المحاصصة الطائفية التي تتحكّم في التعيينات السياسية، وبالنسبة للكثير من اللبنانيين، لم تعد تفوح رائحة النفايات فقط، بل وصلت كذلك رائحة الطائفية إلى السماء. الطائفية لا دين لها التقسيم الطبقي، حسب المذهب الإيديولوجي، أحد أهم ركائز الطائفية، وبسبب تقارب أعداد الطوائف الدينية، وجد اللبنانيون أنفسهم تحت رحمة المحاصصة، وتقسّم الطائفية في لبنان، إلى أهم مكونات كل واحدة، حيث يمثل السنّة نسبة 31%، والشيعة نسبة 30%، والموارنة نسبة 21%، والدروز نسبة 7%، وهذه النسب، هي ما دفع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، إلى اعتبار سبب الأزمة اللبنانية الرئيسي "وجود الطائفية والحرمان، وليس النظام"، مشيرا إلى أن التمزّق يهدّد البلاد. ويرتكز الفكر المناهض للطائفية على فكرة حقّ الأفراد، في الانتماء، والتصريح بالانتماء، لأيّ دين أو اعتقاد أو طائفة، شرط أن تكون أفكار الفرد لا تدعوا إلى الأذى أو الإجرام، غير أن المقولة الشهيرة، ترى بأن الطائفية هي ملاذ "من ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي، بل لديهم موقف انتهازي للحصول على عصبية وشعبية". الصراعات القائمة انفجار للهوية كثير من الباحثين الغربيين الذين راقبوا تفجّر الصراعات القومية والمذهبية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، مالوا إلى تفسيرها كتعبير عما وصفوه بانفجار الهوية، ويقدر عدد المجموعات الإثنية التي عبرت عن نفسها سياسيا بما يزيد عن 3000 في مختلف أنحاء العالم، مقارنة بنحو 900 مجموعة في أواخر سبعينات القرن العشرين، ويقدر عدد الحركات الانفصالية التي قامت في هذا الإطار بنحو 600 حركة خلال العقود الثلاثة الأخيرة. اضطرت مجموعات متمايزة اثنيا سنوات طويلة إلى كبت هويتها أو خضعت لإدماج قسري في ثقافات أخرى مهيمنة، أو أنها لهذا السبب أو غيره كانت غافلة عن هذه الهوية ودورها في تشكيل رابطتها الاجتماعية وشخصيتها المتميزة، لكن مع زوال الهيمنة – بتفكك الدولة السوفيتية مثلا -، أو بسبب انفجار ثورة المعلومات والاتصال، أو بسبب انتشار مفاهيم حقوق الإنسان والحريات الشخصية والمدنية والمشاركة، أو لهذه الأسباب مجتمعة، اكتشفت تلك المجتمعات ذاتها الخاصة، أو اكتشفت أنها تتعرض للتمييز أو قلة التقدير، لأن الآخرين لا يعاملون أعضاءها كمواطنين متساوين مع البقية في الحقوق والواجبات، ومن هنا فإن اكتشاف الذات والمطالبة بالمساواة، اتخذ في أحد وجوهه صورة التركيز على الذات ومحاولة إبراز الحدود الفاصلة بينها وبين الآخر، وهذا بطبيعة الحال عامل هام في تعيين حدود المشكلة ومبرراتها، كما أنه العامل الأبرز لحشد القوة الداخلية، وهذه هي خلاصة الفكرة التي تنظر إلى الصراعات القائمة كتعبير عن انفجار الهوية، وهي تشير ضمنيا بأصبع الاتهام إلى الدولة كمذنب في تأخير أو إعاقة الاندماج الوطني وتعميق الهوية الواحدة. وتوجد علاقة وثيقة بين التوتر الطائفي وبين مسألة الأقليات، فغالبا ما يثور التوتر في البلدان التي يتنوع مجتمعها مذهبيا أو عرقيا أو ثقافيا، والمقصود بالأقلية معناها السياسي، أي الشريحة التي تحصل على حقوق أدنى قليلا أو كثيرا من المستوى المتوسط لبقية المجموعات في البلد نفسه، وتقول التقديرات إن 20 دولة فقط من بين 180 دولة في العالم تضم سكانا من قومية ومذهب واحد، أي لا توجد فيها أقليات، ولهذا السبب فإن مسألة الأقليات لم تعد هامشية أو مؤجلة في عالم اليوم، لأن وجودها أصبح سمة عامة في أقطار العالم. ووجود الأقلية ليس مشكلة ولا يولد مشكلات في أكثر أقطار العالم، لكنه يمثل احتمالا يستدعي التدخل المبكر للحيلولة دون ظهور المشكلة أو تفاقمها، ومن هذه الزاوية فإن التنازع الطائفي لا يستمد وقوده من الوصف الديني أو المذهبي للأقلية، بل من كون الجماعة أقلية تعامل على نحو مختلف عن بقية المواطنين. تصنيف الحروب الطائفية الحروب الكاثوليكية البروتستانتية في أوروبا الحرب الأهلية الإيرلندية الحرب الأهلية اللبنانية المواجهات الأهلية في العراق التعصّب.. من الفكرة البسيطة إلى الإبادة الطائفية الاجتماعية أحد أهم أشكال التعصب، ويجب تمييزها عن مفهوم الطائفة، فالطائفة كينونة اجتماعية لها حضورها الاجتماعي وتؤدي أدواراً ووظائف اجتماعية سابقة لتكوينات الدولة المعاصرة، الانتماء، (وليس الشعور بالانتماء) لطائفة حالة موضوعية يفرضها واقع الحال، كأن يولد الإنسان في عائلة سُنية أو شيعية أو مسيحية، أما الطائفية، فشعور قوي بالانتماء لطائفة ما، أو الرفض لطائفة معينة، ترافقه نزعة تعصبيّة، تجعل الفرد يقدّم ولاءه الجزئي أو الكلي للقيم والتصورات الطائفية، وبناءً عليه، يمكننا تعريف الطائفية الاجتماعية، إما كأحد أشكال التصلّب الفكري أو كحكمٍ سلبي مسبق تجاه طائفة معينة، إنها اتجاهٌ نفسيٌّ له ثلاثة مكونات: أولاً، المعرفي، ويتمثل في المعتقدات والأفكار والتصورات السلبية للأشخاص الطائفيين عن طائفة معينة، وهذا ما يُعرف بالقوالب النمطية. ثانياً، الانفعالي أو العاطفي، كمشاعر الكره والحب والحقد والخوف، وثالثاً، السلوكيّ، حيث تتم ترجمة الأفكار النمطية والمشاعر السلبية سلوكاً طائفياً، قابلاً للتصنيف في خمسة أنواع تتدرج في الشدّة من الأدنى إلى الأعلى. – أولاً، التعبير اللفظي وهو أدنى الدرجات، حيث يقتصر السلوك الطائفي على التعبير اللغوي (آراء سلبية، نكات طائفية، أحاديث كراهية)، في هذا المستوى تبقى الطائفية في حدودها الدنيا، وغالباً ما يتم التعبير عنها مع الأصدقاء والمقربين والعائلة. – ثانياً، التجنّب، حيث ينسحب الفرد أو يتهرّب في شكل مباشر أو غير مباشر من أيّ موقف يتطلب التعامل مع أعضاء الطائفة موضوع الكراهية. – ثالثاً، الإقصاء، وهو أعلى بدرجة من التجنب، حيث لا يقتصر الأمر فقط على التهرب من المواقف المؤدية إلى الاحتكاك بأعضاء الطائفة المكروهة، وإنما أيضاً إلى منعهم من الحصول على بعض الحقوق (العمل، السكن، المشاركة في الحياة السياسية). – رابعاً، العدوان الجسدي، حيث تؤدي الطائفية إلى السلوك العنفي الجسدي تجاه أفراد الطائفة موضوع الكراهية (ضرب، تعذيب، سرقة، نهب، تدمير بيوت، قتل). – خامساً، الإبادة، وهي أعلى درجات الطائفية وتعتبر مرحلة نهائية في الكراهية والعدوان، حيث يأخذ التعصب شكل مجازر جماعية، هدفها الإفناء المُمَنهج بالكامل للطائفة موضوع التعصب. مؤتمر التضامن الإسلامي يحذّر من النتائج التي خرج بها المجتمعون في مؤتمر التضامن الإسلامي، بالسعودية، العام المنصرم، جملة من التوصيات حول القضايا التي تهم واقع المسلمين في علاقتهم بالآخر، ومن بين تلك القضايا؛ ضرورة التصدي لتلك القراءات التي انحرفت عن جوهر الإسلام ومحاصرة الفتن الطائفية، والتصدّي للتحريض عليها، والدفاع عن الإسلام ورسالته ونبيه، كما دعا إلى بناء علاقات إيجابية مع أتباع الأديان والثقافات الأخرى، وإقامة جسور للتواصل والحوار. وحذّر باحثون من خطورة الدعوات الطائفية البغيضة والحزبية المقيتة وانعكاساتها على وحدة الأمة وتكامل جهودها وعلى استقرار بلدانها وأمن شعوبها، قائلين إنّ "تلك الدعوات لا تخدم المسلمين، وإنّما يستفيد منها أعداء الأمة وأعداء الإسلام"، كما دعوا إلى التعاون بين فئات الأمة، علمائها ومثقفيها، وبين المنظمات الإسلامية الحكومية والشعبية، في إعداد برامج دعوية وتثقيفية تهدف إلى توعية المجتمعات المسلمة بأصول الشريعة الإسلامية ومقاصدها، وأكدوا أهمية توفير الوسائل المعينة على فهم الشباب لمبادئ الإسلام وحقائقه، وبيان ما فيه من قيم الرحمة والاعتدال الذي ينأى بالمسلم عن العنف والتطرف والإرهاب. كما دعوا حكومات الدول الإسلامية إلى إنشاء مؤسّسات ومراكز تعنى بنشر ثقافة الوسطية؛ كما ركّزوا في دعوتهم على دعم المنظمات والمؤسسات المعرّفة بالإسلام في الأمة الإسلامية. وأكّدوا وجود عقبات تقف أمام التضامن الإسلامي، لابد من علاجها والعمل على تجاوزها، ومن بينها تلك الخلافات المذهبية الّتي أدّت إلى مشكلات وتصدعات داخلية، ويتّصل بذلك كثرة الخلافات وعدم الاتفاق على آليات مرضيّة لحلها سواء بين الدّول، أو بين بعض الدول وشعوبها، ودعوا إلى سن التشريعات وعقد الاتفاقات التي تردم الهوة بين مجتمعات الأمة ودولها في إطار التواصل الفعال والتلاقي البناء، وأكدوا على أهمية عقد معاهدات بين الدول الإسلامية لإزالة العقبات التي تواجه التضامن بما يعزز ويقوي بنية الأمة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. العنف الطائفي في الهند تاريخ مرير الهند واحد من أكثر دول العالم تنوعا في القوميات والديانات، وبالتالي، فضاء مفتوح على الطائفية، التي تمتد صراعاتها على مدى أجيال، وقد شهدت إحدى سنواتها، أكبر صراع طائفي، انتهى بآلاف القتلى، بين المسلمين والهندوس. وتعكس المواجهات الدامية بين الهندوس والمسلمين في ولاية جوجارات الهندية، تراكمات التوتر التاريخي التقليدي بين الغالبية الهندوسية والأقلية المسلمة، وتعتبر المواجهات الطائفية التي جرت عام 1992، الأعنف. حيث قام متطرفون هندوس بتدمير مسجد بابري التاريخي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 3000 شخص، ويعود الخلاف إلى عام 1986 عندما سمح رئيس الوزراء آنذاك، راجيف غاندي بإعادة فتح المسجد الذي كان مغلقا منذ 1949، ويقول الهندوس إن المسجد بني في القرن السادس عشر على موقع لمعبد سابق لإله الحرب «راما» كان قد دمّر، وفي السادس من ديسمبر عام 1992 هاجم آلاف المتطرّفين الهندوس بالفؤوس والمعاول المسجد الذي دمّر في ساعات قليلة، وردت الحكومة آنذاك بإقالة الحكومة المحلية في أوتار براديش، التي شكّلها الحزب الهندوسي المتطرف «بهاراتيا جاناتا» الذي كان وراء الحملة. رصد تاريخي للصّراع سنة 1852 ادعى غلاة الهندوس أن الإمبراطور المغولي بابار هدم معبد راما في إيودا وشيّد مكانه مسجد بابري الجامع، ويقول المسلمون إن المعبد ما هو إلا خرافة ابتدعها الاستعمار البريطاني لتعزيز سياسة «فرّق تسد». سنة 1853 رصد البدايات الأولى للصراع الديني في موقع المسجد. سنة 1859 الاستعمار البريطاني يقيم سورا لفصل أماكن العبادة، حيث جعلت المنطقة داخل السور للمسلمين والمنطقة خارجه للهندوس. سنة 1984 شكل مجلس الهندوس العالمي لجنة برئاسة حزب «فيشوا هندو باريشاد» لتحرير موقع مولد الإله راما وتشييد معبد تخليدا لذكراه. سنة 1986 شكل المسلمون لجنة مسجد بابري، احتجاجا على اللجنة الهندوسية وأهدافها. سنة 1989 وضع حزب «فيشوا هندو باريشاد» حجر الأساس لمعبد راما على مقربة من المسجد. سنة 1990 المتطرّفون الهندوس يهدمون جزءًا من المسجد، ورئيس الوزراء شاندرا شيكار يسعي لحلّ النزاع عبر المفاوضات. سنة 1991 الحزب الهندوسي الوطني «باهاراتيا جاناتا» يفوز في انتخابات ولاية أوتار براديش ويتسلّم السلطة. سنة 1992 أعضاء حزب باهاراتيا جاناتا يهدمون المسجد، واتساع الاضطرابات الدينية التي أوقعت أكثر من 3000 قتيل. سنة 1998 تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة أتال بيهاري فاجبايي، وحزب فيشوا هندو باريشاد يتعهّد للمرة الثانية بإقامة المعبد في إيوديا. جانفي 2002 فاجبايي يعيّن مسؤولا كبيرا لجمع زعماء الهندوس والمسلمين حول طاولة المفاوضات. فيفري 2002 اندلاع حرب شوارع بين الهندوس والمسلمين، أوقعت أكثر من 600 قتيل. معلومات أساسية عن الهند الاسم الرسمي: جمهورية الهند. الاسم القومي: بهرات اللغات الرسمية: هندي، إنجليزي، بالإضافة إلى 14 لغة مُعترفاً بها من قبِل الدستور. عدد السكان، 1.80 مليار نسمة. نسبة الحضر – الريف: 26.8% حضر – 73.2% ريف. عدد الناخبين: 605 ملايين نسمة. الديانات : الهندوس 80%، المسيحيون 2.4% البوذيون وآخرون حوالي 1%، المسلمون 11% السيخ 2%. النظام السياسي في الهند الحكومة: جمهورية فيدرالية. السلطة التشريعية: البرلمان مؤلف من مجلسين: مجلس الشعب ويتكون من 545 عضوًا، ينتخب معظمهم مباشرة من قبل الناخبين، ومجلس الولايات ويُنتَخب معظمهم أعضائه من قبل الولايات والتجمعات الإقليمية. رئيس الدولة : يتم اختياره بطريقة غير مباشرة لمدة خمس سنوات. رئيس الحكومة: رئيس الوزراء يُنتخب من قبل حزب الأغلبية في البرلمان. الأحزاب السياسية: يوجد في الهند أكبر عدد من الأحزاب في العالم، 550 حزبا سياسيا، والأحزاب متنوعة، إيديولوجية وإقليمية وطبقية واجتماعية ودينية، وهيئة الانتخابات توزع هذه الأحزاب إلى ثلاثة قوائم: أحزاب قومية وعددها 6، وأحزاب إقليمية وعددها 40، وأحزاب مسجلة وعددها 504. Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0