صلاح الدين.ع:[email protected] قد يقال الكثير في التدهور الحاصل على الجبهة اللبنانية، وقد يتحمل حزب الله جزء من المسؤولية في ذلك ، ومن بين الانتقادات الموضوعية لحزب الله أنه يحاول استغلال انتصاره على إسرائيل في خلافه السياسي على الجبهة الداخلية اللبنانية ،إلا أن ما يجب الاعتراف به هو الحنكة السياسية لنصر الله الذي استطاع أن يتجاوز محنة إعدام صدام بدون خسائر على صعيد الدعم والاحترام الذي بات يتمتع بهما في الأوساط السنية بعد الانتصار التاريخي على إسرائيل في الحرب الأخيرة. استطاع نصر الله أن يحشد الشارع اللبناني بكل طوائفه ضد حكومة السنيورة، رغم الآثار النفسية التي خلفتها عملية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بسبب ما رافقها من سلوكات طائفية لأتباع الشاب الشيعي مقتدى الصدر، ولم يتسرع نصر الله في إصدار حكم يؤيد أو يدين عملية الإعدام وإنما تريث إلى أن هدأت النفوس، ليتبرأ من عملية الإعدام بطريقة ذكية دون أن يتنكر لمرجعيته المذهبية والفكرية. الشيعة ليسوا سواء، ومن الظلم تحميلهم كلهم مسؤولية ما حدث في عيد الأضحى، وهي الرسالة التي حرص نصر الله على تمريرها قبيل انتقال المعارضة اللبنانية إلى مرحلة أخرى من التصعيد ليجهض بذلك محاولة استخدام عملية الإعدام في الشأن الداخلي اللبناني، أما ما يؤسف له حقا هو أن تتعالى أصوات هنا وهناك تحاول تحميل نصر الله جزء من المسؤولية في إعدام صدام ومحاولة تسويق نفس النزعة الطائفية في الاتجاه المعاكس، إذ يفترض أن لا يكون من ينتقد الطائفية في أوساط الشيعة طائفي كذلك بتعصبه لطائفة أخرى. وبعيدا عن الحسابات الطائفية فإن الانفلات الحاصل في لبنان ليس في صالح أحد، والتهديدات المتبادلة تنذر بنشوب حرب أهلية أخرى تأتي على الأخضر واليابس، إذا لم تتفطن الأطراف المتنازعة إلى خطورة المخطط الرامي إلى إشعال فتنة طائفية بعدما فشلت محاولات تركيع لبنان بالقوة، ومؤتمر باريس مثال على استراتيجية التركيع التي مورست من قبل على الفلسطينيين وهي تمارس الآن على اللبنانيين.