ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحج إلى بيت الله..7 طرق تؤدي إلى مكة
نشر في الأيام الجزائرية يوم 13 - 09 - 2015

يعتقد بعض الناس أن الحجّ عبادة تقتصر على الدين الإسلامي والمسلمين فقط، وبالكيفية التي فصّلها الفقه المستمدّ من الكتاب والسنة النبوية الشريفة، لكن المتتبع للحضارات القديمة والديانات السماوية، وحتى الوضعية، يجد أن البشر عرفوا الحجّ بمفهومه العام منذ القدم، فما من أمة أو ديانة عاشت على هذه الأرض في زمن من الأزمان إلا ولها أماكن مقدّسة تشدّ إليها الرحال، وتتشوّق لزيارتها، ذلك أن الإنسان غالبا ما يوجّه أشواقه إلى ما يعتقد فيه القدسية، ووجوب الاحترام ليشبع به رغبته في التعظيم لتك الأماكن، لكن المسلم، يبقى متيقنا بأن الحجّ المشروع هو الحجّ الذي يعرفه المسلمون، وبالكيفية التي وصفتها الكتب الدينية، وقد أقفل الخطاب الديني موضوع شدّ الرحال، حين حصره حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله، "لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا".
الأيام الجزائرية/ زهير الشمالي
الحج في العهد القديم
تبدأ قصة الحج في العهد القديم عندما أمر الله تعالى نبيّه إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالخروج من بيت أبيه، وقد أشار إلى ذلك الإصحاح الثاني عشر من سفر التكوين، حيث جاء فيه "وَقَالَ الرَّبُّ لإبْرَامَ؛ إذْهَبْ مِنْ أرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أبِيكَ إلَى الأرْضِ الَّتِي أرِيكَ"، وجاءت نصوص العهد القديم "فذَهَبَ إبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ إبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ".
بقي حجّ المسلمين هو حج أبيهم الأول إبراهيم عليه السلام وكل الأنبياء من بعده، فالشعائر هي نفسها، والمناسك هي نفسها، ورغم التحريف الذي قام به الكهنة ومفسّروا الكتب السماوية السابقة، إلا أنه لازالت هناك إشارات إلى هذه العبادة في صورتها الصحيحة، منها ما جاء في سفر التكوين الإصحاح 35 "ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ؛ قُمِ اصْعَدْ إلَى بَيْتَ ايلَ وأقم هُنَاكَ وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحا لِلَّهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أخِيكَ"، وهي إشارة إلى النحر الذي يقوم به المسلمون اليوم، في سياق أداء مناسك الحج، كما نجد في نصوص العهد القديم إشارات للأمر بالتلبية والتسبيح، وإن وردت بمصطلحات مثل "غنّوا، ترنّموا"، إلى جانب إشارات أخرى للطواف والسعي بين منى ومزدلفة، ورمي الجمرة، وغير ذلك.
فرصة للتعارف بين المذاهب وتوحيد الصّف
يُتيح الحجّ للناس، على اختلاف بلدانهم وأفكارهم ومذاهبهم وأعراقهم فرصة الالتقاء في مكان وزمان واحد، بلباس وشعائر وأقوال موحّدة، ما يفسح المجال أمام تحقيق حكمة التعارف بين الإخوة المختلفين، وبالنظر إلى توفّر وسائل النقل برا وبحرا وجوا، في العصر الحديث، فإن أداء مناسك الحج فرصة مفتوحة للتلاقي والحوار بين مختلف المجتمعات، خصوصا وأن البقاع المقدّسة تشهد توافد حجاج من غير العرب، من أوروبا وأمريكا، وغيرها، ويرى علماء الدين ومفكرو المجتمعات المسلمة بأن الحج موضع لا مثيل له لتوحيد كلمة المسلمين، بشأن مشكلاتهم وتحدياتهم، وفرض منطق المحبة وإطفاء فتيل الحروب والاختلافات بينهم، رغم أن هذه الفرضية بعيدة عن التوظيف بالشكل المناسب، وما الواقع الذي يعيشه المسلمون اليوم إلا دليل على ذلك.
أهل الحجاز حين قدوم الحجيج
كانت التقاليد القديمة السائدة في مناطق تواجد مشاعر الحج، إذا دخل موسمه، وأقبل الحجاج، تبدأ بتوقّف الناس عن شراء اللحم في السوق، وذلك لكثرة الهدي الذي يُذبح ويقدّم لهم، فكان الناس يُمسكون عن شراء اللحم من الجزَّارين، وبالنسبة للسّكن، فمعظم البيوت تكون مؤجّرة للحجاج، سواء كان مالكوها مطوفين أم لا، واختلاط أهل البيت بالحجاج وإكرامهم بالطعام ومشاركتهم بالأغراض الأساسية للمبيت، أمر دائمٌ وتقليد سار، وعند الإيجار، يتم نقل جميع الأثاث إلى ملحق فوق المنزل، لضمان سعة المكان.
كان الحج قديما مصدر قوت يومي للأسر البسيطة، حيث تقدّم خدمات للحجاج، وتحصل على مقابل تسدّ به حاجاتها، لكنها اليوم تجد منافسة من الرأس مال الضخم، حيث أصبح للحج جانب سياحي استثماري خاص به، إذ تملأ المطاعم والفنادق ومختلف المرافق الفخمة فضاء المدن، في مكة والمدينة، ما قلّل من حظوظ الطبقات البسيطة في تحصيل دخل من توافد الحجاج، رغم أنه أضفى صبغة حضارية منظمة على النشاط التجاري.
الحاج جنديّ بطل
يُعتبر الحاج لدى الجزائريين والمغاربة بصورة عامة، قديما، بمثابة المجاهد الذي خاض حربا وخرج منتصرا، لذلك يحتفل الناس بعودة الحاج احتفالا بهيجا، مازالت تقاليده إلى اليوم في مجتمعنا، حيث يقضي العائد من الحج مدة أسبوع في استقبال أهله وذويه وأصحابه، وكثيرا ما نقرأ أدب الرحلة، بقلم عائد من الحج، حيث يروي مغامراته ويكشف عالما غريبا وأهوالا شرسة لاقاها في سفره، وبالنسبة لحجّاج المغرب العربي عموما، فإن صحراء سيناء وأرض الحجاز، من أصعب المناطق التي تبقى عالقة في أذهانهم، بسبب المخاطر التي يجدونها في المكانين، من سلب ونهب على يد قطّاع الطّرق، فضلا عن افتقاد الماء والجوع، وتزداد المخاطر أكثر في الأراضي المقدّسة نفسها، وخاصة في الطرق الرابطة بين مكة والمدينة، حيث تهاجمهم قبائل الأعراب، وتسلبهم أمتعتهم وأموالهم، ولحجم هذه الخطورة، اعتقد الكثير بأن المغاربة تسقط عنهم فريضة الحج، وقد توالت الاحتجاجات من ملوك المغرب إلى أمراء مكة وأشرافها، وتنقل الروايات التاريخية أن أقدام المغاربة لم تطأ أرض مكّة مدة نصف قرن، بسبب هذا الوضع، ما دفع إلى قيام بعض الشيوخ بمبادرة إحياء ركن الحجّ، كما فعل الشيخ أبو محمد صالح المتوفى سنة 631ه، حيث تعاون مع أصحابه العلماء لحلّ هذه القضية وإنقاذ هذا الركن الإسلامي الخامس، حيث بذل جهودا في الحثّ على الحج وتسيير الناس إليه وبثّ الأصحاب في المراكز ليأخذوا بيد الضعفاء ويعينونهم على سلوك الطريق إلى الأماكن المقدّسة، حتى يبلغوا الأمان من أداء الفرض الواجب.
مغامرات الرجال.. وماذا عن النساء ؟
قبل مائة عام كان طريق الحج محفوفا بالمخاطر، حيث تتربّص المسافر، مخاطر الحيوانات المفترسة والكوارث الطبيعية، وندرة المياه التي قد تؤدي إلى هلاك الحاج المسافر بسبب العطش، إلى جانب قطّاع الطرق، الذين لا يتوانون عن التعدّي لسلب الغنائم أو للسبي، لذلك كان على قوافل الحجاج حراسة مشدّدة، في مقدمة القافلة ومؤخرتها، ولها طرق محدّدة تسلكها، إلى جانب دفع ضرائب للقبائل، التي توفّر لها الحماية من قطاع الطرق، حين تعبر بالمجال الجغرافي لسيادة القبيلة، كل هذه المخاطر، تقابلها مشاق أخرى يواجهها القاصدون للحج، وتتمثل في السفر مشيا على الأقدام، حيث لا يركب الإبل والفرس إلا الأغنياء وهم قلة، والغالبية يحملون أمتعتهم على ظهورهم ويمشون على أقدامهم، ومن هم أحسن حالا يجتمعون مع أشخاص آخرين، ويستأجرون جملا يحمل أمتعتهم، بينما يشقّون طريقهم راجلين.
يشترط الدين على المرأة أداء الحج رفقة محرم، مع أمن الطريق، لذلك تعسّر على المرأة البعيدة في القديم أداء مناسك الحج، إضافة إلى أن مروءة الرجل لا تسمح له بأن يعرّضها للمخاطر، لذلك لا نعثر على نساء شهدن الحج قديما، كما أن مشاق الطريق أكبر من أن تتحملها المرأة، صغيرة كانت أم كبيرة.
7 طرق تؤدي إلى مكّة
حفظت المصادر التاريخية 7 طرق رئيسية كانت تأتي من أنحاء الدولة الإسلامية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة هي
– طريق الكوفة – مكة، ويعدّ هذا الطريق من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، واشتهر باسم "درب زبيدة"، نسبة إلى السيدة زبيدة، زوجة الخليفة هارون الرشيد التي أسهمت في عمارته، واستخدم الطريق بعد فتح العراق وانتشار الإسلام في المشرق، وأخذ في الازدهار منذ عصر الخلافة الراشدة، وأصبح استخدامه منتظماً وميسوراً.
– طريق البصرة – مكة، ويعدّ الطريق الثاني في الأهمية، حيث يبدأ من مدينة البصرة مرورا بشمال شرق الجزيرة العربية عبر وادي الباطن، مخترقاً عدة مناطق صحراوية، أصعبها صحراء الدهناء، ثم يمرّ بمنطقة القصيم التي تكثر فيها المياه العذبة والوديان الخصبة والعيون، وبعدها يسير الطريق محاذياً لطريق الكوفة- مكة، حتى يلتقيان عند محطة أم خرمان "أوطاس" التي تقع على مسافة عشرة أميال من موقع ذات عرق، ويبلغ طوله 1200 كيلو متر.
– طريق الحج المصري، ويسلكه حجاج مصر ومن رافقهم من حجاج المغرب والأندلس وإفريقيا، في طريقهم إلى مكة المكرمة، متجهين إلى شبه جزيرة سيناء للوصول إلى العقبة، وهي أول محطة في الطريق.
– طريق الحج الشامي، ويربط بلاد الشام بالأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعرف باسم التبوكية نسبة إلى بلدة تبوك التي يمرّ منها، ويبدأ مساره من دمشق ويمرّ ببصرى الشام "درعا"، وبمنازل أخرى أهمها أذرعات، ومعان والمدورة "سرغ"، ثم يدخل أراضي السعودية، ليمرّ على حالة عمار، ثم ذات الحاج بتبوك، ثم الأقرع، ثم الأخضر الذي تقع فيه محطة المحدثة، ثم محطّة المعظم، ثم الحجر، ثم العلا ثم قرح.
– طريق الحاج اليمني، من طرق الحج التي ربطت بين اليمن والحجاز منذ العصور القديمة، لذا فقد تعدّدت طرق الحج اليمنية واختلفت مساراتها، وتعدّدت كذلك المدن التي تسير منها، ولعل أهم العواصم اليمنية التي كانت تنطلق منها جموع الحجاج اليمنيين إلى مكة هي عدن، وتعز وصنعاء وزبيد وصعدة في شمال اليمن.
– طريقا الحج العماني، ويسلكهما حجاج عُمان إلى المشاعر، فأحدهما يتجه من عمان إلى يبرين، ثم إلى البحرين، ومنها إلى اليمامة، ثم إلى ضريه.
– طريق حج البحرين، ويعدّ رافداً مهماً من روافد طريق حج البصرة، لما له من أهمية، إذ أنه يعبر الأجزاء الوسطى من الجزيرة العربية، ماراً بالعديد من بلدانها وأقاليمها، ويربط بين الحجاز والعراق، مركز الخلافة العباسية، وقد حظي حجاج هذا الطريق برعاية الدولة الإسلامية وخصوصاً في توفير الخدمات المهمة، وحماية الحجاج السائرين عليه من أي اعتداء يقع عليهم على يد قطاع الطرق.
معجزة تضخّ 18.5 مترا في الثانية..
20 مترا عن الكعبة.. الماء المبارك يسيل منذ عصور
بئر زمزم هي بئر تقع في الحرم المكي على بعد 20 متراً عن الكعبة، ويعتبر ماؤها من الأمور المقدّسة، وأفادت الدراسات أن العيون المغذية للبئر تضخّ بين 11 إلى 18.5 لترا من الماء في الثانية، ويعود تاريخ تفجّر الماء في زمزم، إلى عصور قديمة، حيث فجّرها جبريل عليه السلام بعقبه لإسماعيل وأمه هاجر، حيث تركهما نبي الله وخليله إبراهيم بأمر من الله في ذلك الوادي الذي لا زرع فيه ولا ماء، وذلك حين نفد ما معهما من زاد وماء، وجهدت هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة، ناظرة في الأفق البعيد، علّها تجد مغيثًا يغيثها، حتى كان مشيها بينهما سبع مرات، ثم رجعت إلى ابنها، وضرب جبريل الأرض، فظهر الماء.
بئر زمزم محفور بالأيدي
يخضع بئر زمزم لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وهي التي تقوم بالإشراف عليه، ومراقبة أعمال الحفر والتوسعة الجارية في الحرم، كي لا تطال البئر التي ترفد الناس بماء زمزم منذ أكثر من أربعة آلاف عام، وحسب الهيئة الجيولوجية فإن بئر زمزم محفور بالأيدي، ويصل عمقه إلى حوالي 30.5 مترا، بقطر داخلي يتراوح من 1.08 إلى 2.66 متراً، فمن الناحية الهيدرولوجية، يقع البئر في وادي إبراهيم، الذي يمرّ عبر مدينة مكة المكرمة، وتتغذى البئر من المياه الجوفية من طمي الوادي، وإلى مدى أقل بكثير من صخر القاعدة أسفل البئر.
ويوجد البئر حالياً في حجرة تحتية، محمية بألواح زجاجية تسمح برؤية البئر بوضوح، ولسحب الماء من البئر تستعمل مضخات كهربائية، وتمت تغطية المدخل إلى منطقة البئر، فأصبح من غير الممكن وصول الحجاج إلى هذه المنطقة، ومن أجل إدارة الطلب على ماء زمزم من البئر، يتم بشكل مستمرّ ضخ ومعالجة وتخزين الماء في خزانات تحت الأرض، وقبل توزيعه إلى المستهلكين ونقله إلى المدينة المنورة، تتم معالجته بواسطة سلسلة من الرمال المرشحة والمرشحات الدقيقة والتطهير فوق البنفسجي، ويقوم مركز دِراسات وأبحاث زمزم حالياً بترقية نظام المعالجة،، وقد اكتملت المرحلة الأولى والمرحلة الثانية، ويجري العمل في المرحلة الثالثة، علاوة على ذلك، يقوم المركز بمتابعة هذه النشاطات، ويؤكد على المعايير الصارمة لضمان الجودة.
المصدر الرئيسي تحت الحجر الأسود
لماء زمزم أسماء تزيد عن 60 إسما، أشهرها زمزم، وسقيا الحاج، وشراب الأبرار، وطيبة، وبرة، وتمت عدة دراسات علمية بهدف معرفة مصادرها من المياه، وخلصت هذه الدراسات إلى أن بئر زمزم تستقبل مياهها من صخور قاعية تكونت من العصور القديمة، وذلك عبر ثلاث تصدعات صخرية تمتدّ من الكعبة المشرفة والصفا والمروة وتلتقي في البئر.
يقول المهندس فخري بخش، مدير مبيعات مياه أفيان الفرنسية في شركة البحراوي السعودية، "إن شركة فرنسية اخترعت جهازا دقيقا للغاية في تحليل تركيب المياه، وجاءت إلى السعودية لتسويقه، وقام ممثل الشركة بعرض إمكانيات الجهاز الحديث أمام مندوبي وكلاء المياه المحلاة والمعدنية المستوردة إلى السوق المحلي، تبيّن فيه أن ماء زمزم كان أنقى المياه التي تم اختبارها في هذا الجهاز".
ويصف المهندس يحي كوشك، وهو يحمل شهادة الدكتوراه في هندسة البيئة من جامعة واشنطن مصادر مياه بئر زمزم وفق التحديد الذي قام به مع الفريق العلمي الذي رأسه عام 1400ه بقوله "المصدر الرئيسي فتحة تحت الحجر الأسود مباشرة وطولها 45سم، وارتفاعها 30سم، ويتدفّق منها القدر الأكبر من المياه، والمصدر الثاني فتحة كبيرة باتجاه المكبرية (مبنى مخصّص لرفع الأذان والإقامة مطل على الطواف)، وبطول 70سم، ومقسومة من الداخل إلى فتحتين، وارتفاعها 30سم، وهناك فتحات صغيرة بين أحجار البناء في البئر، تخرج منها المياه، خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الأساسيتين وقدرها متر واحد، كما توجد 21 فتحة أخرى، تبدأ من جوار الفتحة الأساسية الأولى، وباتجاه جبل أبي قبيس من الصفا والأخرى من اتجاه المروة".
الجيولوجيون.. زمزم كنز كبير
في منبع بئر زمزم الأساسي سرّ غامض، يعتبره علماء الجيولوجيا كنزا كبيرا يستحيل كشف رموزه إلى أن تقوم الساعة، ما من ماء يصل إلى هذا النبع حتى يكتسب خواص ماء زمزم، نقاؤه وطهارته، هذه النتيجة ليست نظرية أو غيبية أو منقولة من بطون الكتب القديمة، لكنها خلاصة أبحاث علمية شملت البئر وماءه ودرجة نقائه، وشملت مياه آبار أخرى قريبة جدا منه، وجد أنها لا تتمتع الخواص نفسها، ويفيض الماء من البئر منذ آلاف السنين دون أن يجفّ البئر أو ينقص حجم المياه فيه، وكانت مفاجأة مدهشة للعلماء أثناء توسعة الحرم المكي وتشغيل مضخات ضحمة لشفط المياه منه، حتى يمكن وضع الأساسات، أن غزارة المياه المسحوبة قابلها فيضان مستمرّ في الماء، يفور كأنه أمواج البحر.
فإذا كان العلم يقول هذا ويتعجّب منه، فإن بعض المنقطعين للعبادة في الحرم المكي والعاكفين يروون أسرارا لا يجدون لها تفسيرا، فيكتفون باعتبارها من الغيبيات التي توجب الدهشة، فماء زمزم الذي يشربونه في انقطاعهم للعبادة تتغير خواصه فيصبح كأنه لبن أو عسل مصفى.
مكة المكرّمة.. أكثر من 4000 سنة من العراقة
يرجع تاريخ تأسيس مكة المكرمة إلى أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، وكانت في بدايتها عبارة عن قرية صغيرة تقع في واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب، ثم بدأ الناس في التوافد إليها والاستقرار بها في عصر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وذلك بعدما ترك النبي إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي الصحراوي الجاف، وذلك امتثالاً لأمر الله، وبقيا في الوادي حتى تفّجر بئر زمزم، ثم وفدت بعد ذلك أولى القبائل التي سكنت مكّة، وهي قبيلة جرهم، إحدى القبائل اليمنية الرحالة، وقد بدأ خلال تلك الفترة بناء الكعبة المشرفة على يد النبي إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل.
وفي مكة، نجد الكعبة المشرفة، وهي قبلة المسلمين في صلواتهم، وحولها يطوفون في حجهم، كما أنها أول بيت وُضع في الأرض، ولا يمكن ذكر المسجد الحرام دون ذكر الكعبة، إذ يبدأ تاريخ المسجد بتاريخ بناء الكعبة المشرفة، وأول من بنى الكعبة هم الملائكة قبل آدم، ومن مسمياتها أيضاً البيت الحرام، وسميت بذلك لأن الله حرم القتال بها.
وأمر الله النبي إبراهيم برفع قواعد الكعبة، وساعده ابنه إسماعيل في بنائها، ولما اكتمل بناؤهما، أمر الله إبراهيم أن يؤذّن في الناس بأن يزوروها ويحجوا إليها.
وتقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل، ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر متراً، ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها اثنا عشر متراً، وكذلك يكون الذي يقابله، وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما عشرة أمتار، ولم تكن كذلك في عهد إسماعيل، بل كان ارتفاعها تسعة أذرع، وكانت من غير سقف، ولها باب ملتصق بالأرض، حتى جاء تبع فصنع لها سقفاً، ثم جاء من بعده عبد المطلب بن هاشم وصنع لها باباً من حديد وحلاّه بالذهب، وقد كان بذلك أول من حلىّ الكعبة بالذهب.
أرقام الحج لعام 2014
تشير إحصائيات العام المنصرم، الخاصة بأعداد الحجاج القادمين من 163 دولة إلى مكة، إلى أن حجاج إندونيسيا هم الأكثر بعدما بلغو 173 ألفا و293 حاجا، بينما الحجاج الأقل هم من دول لاتفيا وجبل طارق وغوام وهاييتي وعروبا وإفريقيا الوسطى وماكاو، إذا قدم حاج واحد من كل دولة.
وأظهرت الإحصائية أن الحجاج الباكستانيين أتوا في المرتبة الثانية، بعدما بلغ عددهم، 147 ألفا و582 حاجا، ويليهم الهنود ب140 ألفا و819 حاجا، ومن ثم حجاج بنغلاديش ب99 ألفا و389 حاجاً، ومن ثم نيجيريا ب76 ألفا و722 حاجاً، وبعدهم حجاج مصر ب72 ألفاً و622 حاجاً.
وكشفت الإحصائية أن عدد الحجاج القادمين من تركيا بلغ 71 ألفا و575 حاجاً، بينما من إيران 64 ألفاً و534 حاجاً، ومن العراق بلغ 38 ألفا و499 حاجاً، ومن المغرب 34 ألفاً و162 حاجا، ومن الجزائر 32 ألفا و743 حاجاً، ومن السودان 27 ألفاً و787 حاجاً، ومن أفغانستان 24 ألفاً و664، ومن ماليزيا 23 ألفاً و789 حاجاً، ومن اليمن 22 ألفاً و445، ومن عمان 19 ألفاً و839 حاجاً.
كما أوضحت الإحصائية أن الذين قدموا من بريطانيا بلغ عددهم 17 ألفا و120 حاجاً، ومن روسيا 16 ألفا و729، ومن الصين 14 ألفا و753 حاجاً، ومن الصين 14 ألفاً و753 حاجا، ومن النيجر 13 ألفاً و55 حاجاً، ومن الأردن 11 ألفاً و977 حاجاً، ومن تايلاند 10 آلاف و644 حاجاً، ومن السنغال 10 آلاف و581 حاجاً.
وأشارت إلى أن حجاج تونس بلغوا 10 آلاف و568 حاجاً، ومن سوريا 10 آلاف و408، ومن أمريكا 10 آلاف و200، ومن فرنسا 10 آلاف و47 حاجاً، ومن فلسطين 9 آلاف و528 حاجاً، ومالي 9 آلاف و243 حاجاً، ومن إثيوبيا 8 آلاف و255، ومن الصومال 7 آلاف و719 حاجاً، ومن الكويت 7 آلاف644 حاجاً، ومن ليبيا ستة آلاف و931 حاجاً، ومن الفلبين ستة آلاف و779، ومن الإمارات ستة آلاف و471 حاجاً، ومن لبنان خمسة آلاف و919.
وأوضحت الإحصائية أن عدد حجاج بوركينا فاسو بلغ خمسة آلاف و764 حاجاً، ومن غانا خمسة آلاف و532 حاجاً، ومن البحرين خمسة آلاف و445 حاجاً، ومن كازاخستان أربعة آلاف و967، ومن ساحل العاج أربعة آلاف و633 حاجاً، ومن الكاميرون 4 آلاف و549 حاجاً، ومن كينيا أربعة آلاف و342 حاجاً، ومن بنين 4 آلاف و108، ومن ميانمار ثلاثة آلاف و958 حاجاً، وقرغيرستان ثلاثة آلاف و958، ومن ألمانيا ثلاثة آلاف و688 حاجاً، ومن هولندا ثلاثة آلاف و391 حاجاً، ومن أستراليا ثلاثة آلاف و31 حاجاً، ومن موريتانيا ألفان و950 حاجاً، ومن كندا ألفان و877، ومن تنزانيا ألفان و590، ومن سيرلانكا ألفان و552 حاجاً. ومن بلجيكا ألفان و206 حاجاً، ومن جنوب إفريقيا ألفان و101 حاجاً، ومن توغو ألف و705 حجاج، والبوسنة والهرسك ألف و615 حاجا، ومن مقدونيا ألف و495 حاجا، ومن غامبيا ألف و457 حاجاً، والسويد ألف و286 حاجاً، ومن موريشيوس ألف و101 حاج.
ومن جزر القمر ألف و46 حاجا، ومن المالديف ألف و23، ومن نيبال ألف واثنان، ومن أوغندا 980 ، ومن كوسوفا 953، ومن جيبوتي 936، ومن قطر 898 حاجا، ومن سنغافورة 862، ومن كمبوديا 821 حاجاً، وتركمانستان 751، وإيطاليا 673 حاجاً، والنمسا 615 حاجاً، وإسبانيا 610 حجاج، والدنمارك 571 حاجاً.
Share 0
Tweet 0
Share 0
Share 0


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.