تشير النصوص المأثورة والأحاديث والتفسيرات إلى أن اليهود كانوا يحيّون بعضهم البعض بإشارةً بالأصابع، وأن النصارى كانوا يشيرون بأكفّهم للتحية، أما المسلمون فقد أبدلهم الله تعالى خير تحيّة وأفضل سلام وهي "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" لتكون رسالة الأمن والمودة بينهم، وهذه التحيّة المتميّزة في ألفاظها كما في الحديث الصحيح بما تحمله من معاني الرحمة والمودّة، لها أثر كبير في توثيق العلاقات وصفاء القلوب، لذلك قال صلى الله عليه وسلم "ما حسدكم اليهود على شيء، ما حسدوكم على السلام والتأمين"، رواه «البخاري»، وقد دلّت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على فضل هذه التحيّة، فبيّن الله عز وجل أنها تحية أهل الجنة، قال تعالى "وتحيتهم فيها سلام"، وفي السنّة ذكرٌ للأجر المترتّب عليها، فعن «أبي هريرة» رضي الله عنه أن رجلا مرّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال "سلامٌ عليكم"، فقال له "عشر حسنات"، ثم مرّ آخر فقال "سلام عليكم ورحمة الله"، فقال له "عشرون حسنة"، ثم مرّ ثالثٌ فقال "سلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، فقال له "ثلاثون حسنة"، رواه «ابن حبان»، وكذلك بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أثر هذه التحيّة في تقوية الروابط الأخويّة فقال "أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم"، رواه «مسلم»، وأوضح أنها سببٌ من أسباب دخول الجنّة فقال "اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام"، رواه «الترمذي»، وجعلها النبي صلى الله عليه وسلم حقّاً من حقوق الأخوة فقال "حق المسلم على المسلم ست وذكر منها: إذا لقيته فسلّم عليه"، رواه «مسلم»، ونهى عن تركها واعتبر ذلك دليلا على بخل صاحبها فقال "أبخل الناس من بخل بالسلام"، رواه «الطبراني»، وجعلها علامة المُصالحة وعود الود فقال "لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال؛ يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"، متفق عليه.