حدّد النبي صلى الله عليه وسلم آداب تحية الكفار، حيث بين أنه لا يجوز لمسلم أن يبدءهم بالسلام، قال صلى الله عليه وسلم "لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام"، والنهي هنا عن لفظ "السلام" خاصة لما يتضمّنه من معانٍ خاصّة، لا تنبغي لكافر، ويُمكن بدلا عن ذلك تحيّتهم بغيره من ألفاظ الترحيب، أما ردّ السلام عليهم فيكون بمثله دون زيادةٍ في ألفاظه أو تعدٍّ على أصحابه، فإن ذلك منافٍ لمعاني الرفق والحلم مع المشرك، ويشير إلى ذلك حديث «عائشة» رضي الله عنها أن يهوداً أتوا إليه صلى الله عليه وسلم فقالوا "السام عليكم"، فردّت عليهم "عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم"، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم "مهلا يا عائشة؛ عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش"، فقالت له "أو لم تسمع ما قالوا؟"، فقال "أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم".