مطالبة الأمينة العامة لحزب العمال «لويزة حنون» بحل البرلمان هو موقف سياسي يمكن تفهمه، فمن حق أي حزب سياسي أن يطرح تصوراته لإدارة مرحلة أو معالجة مشكلة، لكن في حالة المطالبة بحل البرلمان هناك مشكلة مع المبررات التي تطرحها «لويزة حنون». تقول زعيمة حزب العمال إن البرلمان الحالي لا يمثّل الشعب الجزائري لأن الانتخابات التي جاءت به سجلت أضعف نسبة مشاركة في تاريخ البلاد، ولهذا تصف هذا البرلمان بأنه مقطوع الصلة بالشعب وأنه لا يفعل شيئا، لكن نحن الآن أمام مشكلة، فضعف المشاركة في الانتخابات لا يطعن في صحة العملية الانتخابية أولا ثم إنه لا يطعن في مصداقية المجالس المنتخبة التي تتمخض عن هذه الانتخابات، وليس هناك في الدستور ما يبيّن لنا سقف المشاركة الذي يجب بلوغه من أجل اعتبار الانتخابات صحيحة والبرلمان المنتخب تمثيليا وذا مصداقية. المشكلة الأخرى دستورية، فحل البرلمان من صلاحيات الرئيس، والأحزاب وكل من يشتغلون بالسياسة من حقهم أن يقترحوا حل البرلمان لكن القرار في النهاية يعود إلى صاحب الصلاحية، والاقتراح لا يمكن أن يتحوّل إلى أمر بأي حال من الأحوال، ومن هنا فالجدل الذي ثار بين «لويزة حنون» ورئيس المجلس الشعبي الوطني «عبد العزيز زياري» ليس له ما يبرره، فكلاهما عبّر عن رأيه في المسألة وانتهى الأمر. بقي الأهم في الأمر، فمن الناحية السياسية شارك حزب العمال في كل نشاطات البرلمان الحالي، ولعب دورا بارزا في تمرير مشروع تعديل الدستور، وهو أهم ما فعله هذا البرلمان الذي تقول «حنون» إنه لا يقوم بأي عمل، ومنذ الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت قبل سنتين لم نسمع اعتراضا من جانب حزب العمال على عمل البرلمان، وهو ما يعطي مزيدا من المصداقية للتحليل الذي يقول إن «لويزة حنون» تريد أن تحل مشاكل حزبها الداخلية بحل البرلمان لأن هذا هو الطريق الذي يسمح لها الإطاحة بالنواب الذين انشقوا عن حزب العمال وانضموا إلى أحزاب أخرى.