الملك الملك هو الظاهر بعز سلطانه، الغنى بذاته، المتصرف في أكوانه بصفاته، وهو المتصرف بالأمر والنهى أو الملك لكل الأشياء، الله تعالى الملك المستغنى بذاته وصفاته وأفعاله عن غيره، المحتاج إليه كل من عداه، يملك الحياة والموت والبعث والنشور، والملك الحقيقي لا يكون إلا لله وحده، ومن عرف أن الملك لله وحده أبى أن يذل لمخلوق، وقد يستغني العبد عن بعض الأشياء ولا يستغني عن بعض الأشياء، فيكون له نصيب من الملك، وقد يستغني عن كل شيء سوى الله، والعبد مملكته الخاصة قلبه وجنده شهوته وغضبه وهواه ورعيته لسانه وعيناه وباقي أعضائه، فإذا ملكها ولم تملكه فقد نال درجة الملك في عالمه، فإن انضم إلى ذلك استغناؤه عن كل الناس فتلك رتبة الأنبياء، يليهم العلماء وملكهم بقدر قدرتهم على إرشاد العباد، بهذه الصفات يقرب العبد من الملائكة في صفاته ويتقرب إلى الله. القدوس القدس في اللغة هي الطهارة، والأرض المقدسة هي المطهرة، والبيت المقدس هو الذي يُتطهر فيه من الذنوب، وفى القرآن الكريم على لسان الملائكة وهم يخاطبون الله جل وعلا "وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"، أي نُطهّر أنفسنا لك، و«جبريل» عليه السلام يسمى "الروح القدس" لطهارته من العيوب في تبليغ الوحي إلى الرسل أو لأنه خلق من الطهارة، ولا يكفى في تفسير القدوس بالنسبة إلى الله تعالى أن يقال إنه منزه عن العيوب والنقائص، فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الأدب مع الله، فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس المحدودة، كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم، بل كل صفة نتصوّرها للخلق هو منزه عنها وعما يشبهها أو يماثلها. السلام السلام في اللغة هو الأمان والاطمئنان والحصانة والسلامة، ومادة السلام تدل على الخلاص والنجاة وأن القلب السليم هو الخالص من العيوب، والسلم -بفتح السين أو كسرها- هو المسالمة وعدم الحرب، الله السلام لأنه ناشر السلام بين الأنام، وهو مانح السلامة في الدنيا والآخرة، وهو المنزه ذو السلامة من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله، فكل سلامة معزوه إليه صادرة منه، وهو الذي سلم الخلق من ظلمه، وهو المسلم على عباده في الجنة، وهو في رأي بعض العلماء بمعنى القدوس، والإسلام هو عنوان دين الله الخاتم، وهو مشتق من مادة السلام الذي هو إسلام المرء نفسه لخالقها، وعهد منه أن يكون في حياته سلما ومسالما لمن يسالمه، وتحية المسلمين بينهم هي "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، والرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعوة إلى السلام فيقول "السلام من الإسلام"، "افشوا السلام تسلموا"، "ثلاث من جمعهن فقد جمع الأيمان: الأنصاف مع نفسه وبذل السلام للعالم والأنفاق من الإقتار -أي مع الحاجة"، "افشوا السلام بينكم"، "اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام، فحينا ربنا بالسلام".