بعد العربية والهندوسية والصينية الذي سيصبح استخدامها شائعاً في مجال العمل على الإنترنت ، يتوقع خبراء أن تكون الخطوة الثورية التالية نحو الاتجاه إلى ما يسمونه "الشبكة العملاقة" التي يُنتظر أن يبدأ تشغيلها في غضون أسابيع. تتألف الشبكة الجديدة من آلاف الكومبيوترات المكتبية والمحمولة والكومبيوترات الخارقة والقواعد البيانية والهواتف النقالة ومجسات الأرصاد الجوي والتلسكوبات. وهي ستبدأ العمل عندما تصطدم حزم من البروتونات ببعضها بعضا في أكبر تجربة في العالم من المقرر أن تجري داخل نفق عميق على الحدود الفرنسية السويسرية. ويأتي وصف علماء من المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن" الشبكة الجديد بالثورة ، لأنها تستخدم الإنترنت لكنها ليست إنترنت. وستجمع الشبكة بين موارد تحليلية يوفرها 100 معالج مما يربو على 170 موقعا في 34 بلدا وستكون متاحة لآلاف من علماء الفيزياء في العالم. ويقول العلماء أن الشبكة ستغير طريقة عمل الانترنت ونقل المعلومات. من جانبه ، أوضح العالم الفيزيائي الهولندي "مارتن ليتمات" الذي يرأس مركز عمليات الكومبيتر في منظمة "سيرن" ، أن صادم هادرون الكبير سينتج نحو 15 بيتابايت (15 مليون غيغابايت أو ما يعادل طاقة الحفظ في 20 مليون قرص مدمج) من المعلومات سنويا. وسيتمكن آلاف العلماء في أنحاء العالم من الدخول على هذه المعلومات وتحليلها، وأضاف: "أن شبكتنا ستتيح للعلماء في أنحاء العالم أن يطلعوا على هذه المعلومات في الزمن الحقيقي". ويضيف العالم الهولندي : "تخيلوا ملايين الكومبيوترات من سائر أنحاء العالم لدى آلاف الأشخاص من مختلف الأصناف ، وتخيلوا إمكانية ربط هذه الكومبيوترات الشخصية ومحطات العمل والخوادم وعناصر الحفظ فيما بينها من كومبيوتر واحد خارق القدرات. وهذا الكومبيتر العالمي العملاق هو ما ستكون عليه الشبكة". وتؤكد المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية أنه من المناسب أن تُبنى الشبكة العملاقة في المكان الذي اختُرعت فيه الانترنت. ورغم تعدد الجهات التي تدعي هذا الامتياز ففي مقر المنظمة على الحدود الفرنسية السويسرية أطلق خبير البرمجيات البريطاني" الفذ تيم بيرنرز لي" وغيره من العلماء ، إشارة انطلاق الانترت في عام 1990. وفي غرفة صغيرة داخل مقر المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية ظهر لأول الرمز http، وما زالت لوحة صغيرة كتبت عليها عبارة "الشبكة اختُرعت هنا" معلقة على باب الغرفة التي تمكن "بيرنرز لي " وعلماء آخرون من وضع التصميم الأول للانترنت بين جدرانها.