إن التدريس الفعّال بمثابة فن مؤسس على علم، أو هو علم يقوم على فن، حيث يقوم العلم على السيطرة والإدراك الكاملين للجانب الأكاديمي المتمثل في معرفة المعلومات العلمية الصحيحة المقررة على التلاميذ، ويقوم الفن على وسائل من خلالها يمكن توصيل هذه المعلومات توصيلا جيدا وسهلا للتلاميذ. مبادئ التعلم تتمثل أهم المبادئ التي يقوم عليها التعلم في الآتي: أ. النشاط: - يتعلم الفرد من خلال نشاطه الذي يتصل بجهازه العصبي: الرؤية، السمع، الشم، الإحساس، التفكير، الحركة. - يحتاج الفرد أحياناً لأن يكرر النشاط التعلمي الذي يمارسه حتى يصل إلى مستوى الكفاية المطلوب تحقيقها. - يحقق التكرار في ظروف بعينها تعلماً يبقى أثره في مجال المهارات والعادات مقارنة بمجال المعلومات والتذكر. - لا يؤدي التكرار إلى تعلم مرغوب فيه إذا تم في ظروف غير مواتية. ب. الحداثة: تتباين درجة النسيان من فرد لآخر. تتوقف درجة النسيان لما يتعلمه الفرد على طول الفترة التي لا يستخدم فيها ما تعلمه أو يتركه. تقل درجة النسيان كلما ازداد فهم المتعلم لمعنى ما يتعلمه وكلما ازداد اهتمامه به. يتطلب إعادة التعلم وقتاً أقل من نظيره الذي يتطلبه التعلم أول الأمر. يبقى أثر تعلم المهارات والاتجاهات والقدرات الحركية زمنا أطول من أثر تعلم الحقائق. ج. الأثر: يتذكر الفرد الخبرات ذات الأثر المباشر والقوي بدرجة كبيرة مقارنة بالخبرات الهامشية في حياته. لا يميل الفرد إلى إعادة وتكرار الخبرات ذات الأثر السيء والمؤلم في حياته. يتوقف أثر ما يتعلّمه الفرد على استعداده الذهني ووضوح غرضه بالنسبة لما يتعلمه وإدراكه لمعاني العلاقات القائمة في الموقف التعليمي. د. الترابط: - يتذكر الفرد بسهولة الأفكار التي تترابط في عقله وذهنه بأفكار أخرى. - يسترجع الفرد بسهولة أية فكرة تكثر أشكال ترابطها في عقله. - تتباين أنواع الترابط، فمنها ما له علاقة بالزمان وما له علاقة بالمكان. - يتوقف استرجاع الفرد لأفكاره على مبدأ التتابع أو الترتيب الزمني، وعليه فإن استرجاع الفكرة التي حدثت أولاً يؤدي إلى استرجاع الفكرة التي حدثت بعدها. - تتوقف درجة انتقال أثر التعلم على الارتباطات بين الأشياء التي يتم تعلمها. - يتعلّم الفرد الأشياء المتكاملة بدرجة أكبر من تعلّمه للأشياء المنفصلة، لذا فعند تحليل موقف تعليمي معقد إلى عناصره الأولية ليعلمه الفرد خطوة بعد خطوة أخرى، ينبغي ألا يغيب عن الأذهان خصائص الكل المركب والعلاقات القامة بين عناصره. ه الحالة الذهنية: - ينبغي إعداد الفرد ذهنيا للأفكار والأنشطة التعليمية الجديدة كي يكون التدريس فعالا. - يتوقف تحديد طبيعة أثر أي نشاط تعلمي مقترح على الفرد على حالته الذهنية. - يتوقف أثر أي مثير على خبرات الفرد السابقة بالنسبة لما يعرفه وعلى اهتماماته وقدراته واستعداداته ومفاهيمه بالنسبة لما لا يعرفه. و- الاستعداد: يتوقّف تعلّم الفرد على استعداده من حيث النضج والاهتمامات والخبرة السابقة، لذا يجب مراعاة الأمور التالية: - لا ينبغي تنمية الفهم والاهتمامات والأفكار والمهارات بسرعة غير طبيعية. - يتوقف تعليم بعض الموضوعات على نضج المتعلم وخبراته السابقة وعلى اهتماماته المتطورة والمتغيرة وحاجته إلى نتائج تعلم تلك الموضوعات. - وعلى الرغم مما تقدم فإنه ينبغي أن يتعلم الفرد أمور كثيرة قبل تركه المدرسة، كما ينبغي أن يتعلّم بعض الأمور في وقت مبكر، لأنها تكون الأساس لفهم وتعلم أشياء أخرى غيرها. - لا ينبغي تحديد وقت ليكون الفرد مستعدا لتعلم موضوع ما، لذا يجب تعديل التعلم بما يتوافق مع درجة استعداد الفرد من حيث حاجاته واهتماماته وأسس الفهم لديه. ز- الاهتمام: - لا تتوقف فاعلية التعلم على التدريب أو التكرار الآلي فقط، وإنما بجانب ذلك يجب مراعاة اهتمامات المتعلم من حيث اتجاهه نحو ما يتعلمه وقدرته على ربط المعاني بالمواد، بمعنى أنه بجانب التكرار الدقيق يجب أن يكون المتعلم متنبها ومهتما بما يريد تحصيله. - توجد خبرات تبقى في الذهن دون تكرار لها، وذلك بسبب درجة فاعلية واهتمام المتعلم بها. ل- الحالة الفسيولوجية: - يُنقص التعب الجسمي الشديد من حدوث التعلم، حيث يؤثر في إضعاف الانتباه ويعرقل الفهم ويحدّ من اكتساب المهارات الدقيقة والمعقدة. - يشتت الألم في الانتباه مما يقلل من إحداث أثر التعلم. - تؤثر بعض الأمراض كالنقص في التغذية أو ضغط الدم أو اضطرابات نشاط الغدد في إحداث التعلم بدرجة كبيرة. م- الذكاء: - يتوقف تعلم الفرد من حيث الكم والسرعة على مستوى ذكائه. - ينبغي أن يعدّل المعلّم في الطرق التي يتبعها في التدريس لتقابل ما بين التلاميذ من فروق فردية في مستوى الذكاء، حيث يوفّر للتلميذ بطيء التعلم مواد وأنشطة عملية يستطيع أن يدركها أو يحسها بسهولة، وبحيث يوفّر للتلميذ النابه الأنشطة التي تتحدى ذكاءه وقدراته قليلا ويكثر فيها التجريد وتتطلب التعميم والابتكار. م- انتقال أثر التعلم: غالباً ما يمتد أثر التعلم في موقف معيّن إلى مواقف أخرى إذا كانت الظروف مواتية لتحقيق ذلك، ويتوقف درجة انتقال الأثر على: - المحتوى من حيث الأفكار والحقائق والمبادئ والمفاهيم والمفردات اللغوية، والأسلوب من حيث أسلوب الدراسة والعمل. - درجة الذكاء العام عند المتعلم. - لفت انتباه المتعلم إلى المجالات المختلفة التي يمكن أن ينتقل الأثر إليها.