قدم محترفو المسرح الجهوي لباتنة نهاية الأسبوع الفارط العرض العام لمسرحية "-ألغم أ بوهالي- أو الجمل المجنون التي تعد أولى عروض مسرح باتنة الناطقة بالأمازيغية منذ نشأته في سنة 1985. وتروي المسرحية التي كتب نصها «سليم صايفي» وأخرجها الممثل «صالح بوبير» قصة فلاح يدعى «فرحات» يعيش في الريف بعيدا عن تعقيدات الحياة العصرية بالمدينة التي فضل ابنه التوجه إليها للتسجيل في الجامعة، وينام فرحات لكنه يتعرض خلال نومه لكابوس فضيع ويرى نفسه تائها في الصحراء، حيث تتغير ملامح الحياة التي عهدها ويجد نفسه في دوامة لكن يستفيق التائه ويسعد بعودته إلى الدنيا التي ألفها إلا أن الشيخ فرحات يحس بأنه مازال تائها في لغة التواصل بين الأمازيغية والعربية وباقي اللغات الأخرى، ويعالج العرض المسرحي الذي يتزامن مع الذكرى ال 24 لافتتاح مسرح باتنة فكرة البحث عن الأصول والتمسك بالموروث الثقافي للفرد وسط تداعيات العصرنة والتطور التكنولوجي، وقد وفق المخرج في توظيف بعض الدلالات الرمزية لتراث المنطقة العريق كالبندير والقصبة والقشابية والشاش وحتى الملحفة وجعله خلفية أساسية للقصة التي قدمت على الركح باللغة الشاوية، وينتظر أن تقدم هذه المسرحية التي نالت استحسان الجمهور في عرضها الأولي خلال مهرجان المسرح الأمازيغي الذي ينتظر أن تحتضنه مدينة باتنة انطلاقا من يوم 10 ديسمبر المقبل.