استبعد الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم انضماما محتملا للمدرب الهولندي الشهير «غوس هيدينك» للجهاز الفني لمنتخب التانغو لتولي مهام "الرجل الثاني" ل «دييغو مارادونا» المدير الفني للفريق. وقال المتحدث باسم الاتحاد «إنريكي تشيركيس بيالو» لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" ردا على تقارير صحفية بعد أن ترك «هيدينك» الباب مفتوحا أمام هذه الإمكانية: "إنه أمر لم يتم تصوره". ولم يطرح اسمه أو اسم أي مدرب أجنبي آخر للانضمام إلى الجهاز الفني". وكانت صحيفة "صنداي ميرور" البريطانية نقلت عن «هيدينك» قوله: "لن تكون فكرة سيئة، أليس كذلك؟"، مضيفا:"نعرف بعضنا جيدا ، بل إنني ابتسم لمجرد التفكير بالأمر. لكن لدي عقد مع روسيا حتى كأس العالم". ووفقا للصحيفة، فإن هيدينك قد طلب منه الاستعداد لتلقي اتصال من الاتحاد الأرجنتيني، الأمر الذي استبعده تماما «تشيركيس بيالو». وأخفق «هيدينك» في التأهل بروسيا إلى جنوب إفريقيا بعد الخسارة في ملحق التصفيات الأوروبية على يد سلوفينيا، لكنه معروف بين صفوة الناجحين في بطولات كأس العالم حيث حمل منتخب بلاده إلى الدور قبل النهائي عام 1998 وكوريا الجنوبية إلى نفس الدور بعدها بأربعة أعوام، قبل أن يقود أستراليا إلى دور الستة عشر في بطولة كأس العالم الماضية عام 2006 في ألمانيا. فكرة تدريب «هيدينك» مع «مارادونا» يبدو أن غياب روسيا عن مونديال جنوب إفريقيا 2010 لن يكون حائلا أمام مدربها الهولندي «غوس هيدينك» في ضمان ظهور مونديالي رابع له على التوالي كمدرّب بعدما أخطر بأن ينتظر اتصالا قريبا من الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بغرض عرض عليه العمل إلى جانب المدرب الحالي للمنتخب «دييغو مارادونا». وكان «هيدينك» الذي سبق له أن قاد منتخب بلاده هولندا إلى نصف نهائي مونديال 1998 وكوريا الجنوبية إلى نصف نهائي مونديال 2002 وأستراليا إلى الدور الثاني العام 2006، فشل في قيادة روسيا إلى جنوب إفريقيا بعد سقوطها على حاجز الملحق الأوروبي أمام سلوفينيا التي استفادت من خسارة في موسكو «1-2» وفوز في ماريبور «1-0» لتعبر بفضل الهدف المسجل على ملعب "لوجنيكي" الروسي. وقال «هيدينك» في أول ردة فعل له لصحيفة "صنداي ميرور" البريطانية: "لن يكون ذلك بالفكرة السيئة، هل هي كذلك؟. الأمر يجعلني أبتسم بمجرّد التفكير به. لكن لدي عقد مع روسيا يمتد لما بعد كأس العالم". وكان المدرب السابق للمنتخب الأرجنتيني «كارلوس بيلاردو» تلقى بدوره عرضا ليكون مساعدا ل «مارادونا» في كأس العالم لكن الأمور لم تؤل لنتيجة إيجابية. وإن تحولت فكرة الاتحاد الأرجنتيني لحقيقة فإن «هيدينك» سيشكل إضافة مميزة للأرجنتين التي يبدو أن مناصريها ومحبيها متخوفين من عدم قدرة «مارادونا» على قيادتها بفعالية بمفرده في جنوب إفريقيا خصوصا بعد مشوارها الصعب جدا في تصفيات أميركا الجنوبية لكأس العالم وتأهلها القيصري في المرحلة الأخيرة بفوزها على أوروغواي إلى جانب تواضع مستواها في اللقاءات الودية وهي التي تزخر بالنجوم وفي مقدمتهم «ليونيل ميسي» لاعب برشلونة. «هيدينك».. سجل حافل وزاخر بالانجازات ويعتبر «هيدينك» من أنجح مدربي كرة القدم في العالم نظراً لسجله الحافل والزاخر بالانجازات آخرها قيادة روسيا إلى نصف نهائي تاريخي في أورو 2008 بعد عروض رائعة فاجأت المتابعين وأطلقت العديد من النجوم الروس لبطولات أوروبية في مقدمتهم لاعب أرسنال الإنجليزي «أندري أرشافين»، الأمر الذي زاد من دويّ مفاجأة عدم تأهل روسيا لكأس العالم وترك أثرا سلبيا لدى الهولندي لم يتجاوزه بعد. وفي الصدد ذاته، كشف «هيدينك» ابن الثلاثة والستين عاما: "أحب عملي وأحب العمل على مستويات عالية لكن في الوقت الحالي لا أشعر بحال جيدة. الخروج من كأس العالم أثر علي. في لحظة كهذه أتساءل إن كان بإمكاني أن أستمر في التدريب". ومنذ خروج روسيا من الملحق الأوروبي خالية الوفاض والتكهنات تدور حول وجهة «هيدينك» وإن كان الاتحاد الروسي سيقيله أم لا وهو الذي يمتد عقده حتى الصيف المقبل، علما أن تسريبات صحفية تحدثت عن عودة قريبة للهولندي إلى تشلسي لتولي منصب المدير التقني وليس منصب المدرب الذي يشغله حاليا الإيطالي «كارلو أنشيلوتي» بنجاح ملحوظ حتى الآن محليا وقاريا. إمكانية العودة إلى تشلسي مجددا وقال «هيدينك» حول احتمال عودته لتشلسي: "لدي الطاقة للعمل في تشلسي. لكن العمر والتجربة يلعبان دورا أيضا. أريد أن آخذ وقتي ولن أتخذ أي قرار قبل نهاية كانون جانفي المقبل". وكان «هيدينك» استلم تشلسي الموسم الماضي عقب إقالة المدرب البرازيلي «لويس فيليبي سكولاري» ونجح في قيادته للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، علما أن إدارة المنتخب الروسي ظلت في عهدته أيضا وقتها إذ أن علاقته الوطيدة بالرجل الثري «رومان إبراموفيتش» مالك نادي تشلسي ومموّل راتب «هيدينك»كمدرب لروسيا ب 9 ملايين دولار سنويا أسهمت في هذه الخطوة نظرا لما يملكه الملياردير الروسي من نفوذ داخل اتحاد اللعبة في بلاده. وسبق ل «هيدينك» و«مارادونا» أن تواجها كمدربين حين واجهت روسيا نظيرتها الأرجنتين وديا في موسكو في 12 أوت الماضي وفازت الأرجنتين في اللقاء «3-2» والتقطت حينها عدسات المصورين سلاما وعناقا حارا بين المدربين على عمق صداقتهما وهو أمر كان قد يشكل حافزا إضافيا للاتحاد الأرجنتيني للاتصال ب «هيدينك»، خصوصا أن التتويج باللقب العالمي يعتبر هدفا ومطلبا لزملاء «مارادونا» وليس حلما.