في الوقت الذي دخلت فيه المناضلة الصحراوية لحقوق الإنسان «أميناتو حيدر» أول أمس يومها ال27 من الإضراب عن الطعام بمطار ل"نزاروتي اثير" جدلا حادا في اسبانيا بخصوص دخولها من دون جواز سفر في هذا البلد بعد أن طردت من طرف المغرب من العيونالمحتلة. أكدت الحكومة الإسبانية، وفي محاولة لوقف الانتقادات العديدة الواردة من كل صوب وحدب والتي تتهمها بالتواطؤ مع المغرب في إبعاد «حيدر» إلى جزيرة "لنزاروتي"، أن الترخيص بدخول المناضلة الصحراوية إلى اسبانيا تم في ظل صلاحيات شرطة الحدود لاسيما وأنه كان بحوزتها ترخيص بالإقامة في اسبانيا لأسباب إنسانية في بروكسيل حيث شارك يوم الجمعة المنصرم في أشغال المجلس الأوروبي أضاف رئيس الحكومة الاسباني «خوسي لويس رودريغاس زاباتيرو» أنه لا توجد سلطة سياسية مكلّفة بالترخيص أو رفضه وأن السلطات الإدارية هي المكلّفة بذلك، وهو طرح سرعان ما عززته بمدريد نائب رئيس الحكومة الأول «تيريسا فيرنانديس دي لافيغا» التي أكدت أن قرار ترخيص دخول «حيدر» لاسبانيا تم اتخاذه على مستوى سلطات شرطة الحدود، لكن العديد من نقابات الشرطة الإسبانية فنّدت هذه الرواية وتأسّفت لكون الجهاز التنفيذي يسعى لإلقاء مسؤولية هذا الوضع المتأزم على الشرطة، وحذرت النقابة الموحدة للشرطة صاحبة الأغلبية في الشرطة الإسبانية "لن نسمح بأن يتم اتهامنا بأننا مصدر مشكل ذي طابع سياسي بحت"، وجاءت ردة فعل زملائهم من الكونفدرالية الإسبانية للشرطة والنقابة المهنية للشرطة أشد انتقاد حيث وصفت النقابتان الحكومة بالنفاق السياسي وبالأكذوبة التي تسعى لتحميل الشرطة مسؤولية نزاع دولي أثاره دخول «أميناتو حيدر» لاسبانيا، وأشارت النقابتان في بيان مشترك أن الحكومة من خلال إعلان نائب رئيسها الأول تعطي "مثل سيء عن التنصل من المسؤولية"، كما اتهمتا الحكومة الإسبانية بمنع عودة المناضلة الصحراوية إلى العيون " يوم وصولها إلى لنثاروتي" أي يوم 14 نوفمبر، وتعتبر النقابتان أنه "كان بوسع الحكومة أن توافق على عودتها في الرحلة الموالية في اليوم ذاته"، مضيفتين أن هذه الإمكانية فشلت بأمر من مسؤول شرطة "الكانارياس" الذي تحجج بموانع قانونية تم تداركها فيما بعد بجواز مرور. ومن جهتها فقد رفضت محامية المناضلة الصحراوية «ايناس ميراندا» هي الأخرى الرواية الحكومية مشيرة إلى مسؤولية الحكومتين الإسبانية والمغربية اللتين ارتكبتا يوم 14 نوفمبر جريمة ضد الإنسانية بترحيل «حيدر»، وبعد أن أوضحت أن الأمر يتعلق بنزاع دولتين ضد امرأة، أكدت «ميراندا» خلال ندوة صحفية بلنثاروتي أن اسبانيا انتهكت القانون الدولي وحتى قانونها الخاص بإجبار «حيدر» على الدخول إلى اسبانيا وكذا البقاء فيها، وعلى وزير الداخلية الاسباني «ألفريدو بيراس روبالكابا» الذي دعاه الحزب الشعبي -القوة المعارضة- إلى المثول أمام مجلس النواب -الغرفة السفلى للبرلمان- أن يجيب عن هذا السؤال، وسيسأل عن هوية الشخص الذي قدم أمر تمكين المناضلة الصحراوية الدخول الغير القانوني في الأراضي الإسبانية دون جواز سفر، وفي الوقت ذاته تواصل الحكومة الإسبانية المساعي الدبلوماسية من أجل تمكين «حيدر» من العودة في أقرب وقت إلى عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة، وسيغتنم وزير الشؤون الخارجية «ميغال أنخل موراتينوس» لقاءه يوم الاثنين المقبل مع كاتبة الدولة الأمريكية «هيلاري كلينتون» بواشنطن لإيجاد حل لوضعية المناضلة الصحراوية.