تواصل الحكومة الاسبانية استمالة الحقوقية الصحراوية اميناتو حيدر التي دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام في مطار لانزروتي بجزر الكناري منذ 13 يوما من خلال عرضها منح الجنسية الاسبانية لحيدر التي تطالب بالعودة إلى بلدها الأصلي الصحراء الغربية.وقدم وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس هذا العرض خلال اتصال هاتفي أجراه أمس مع حيدر هو الأول من نوعه منذ طردها بالقوة من قبل المغرب من مدينة العيونالمحتلة في 14 نوفمبر الجاري إلى جزر الكناري. وقال رئيس الدبلوماسية الاسبانية أن هذا العرض يعتبر استثنائيا في حين ردت حيدر بأنها ستقوم بدراسته بعدما كانت رفضت عرضا أول قدمته الحكومة الاسبانية بمنحها اللجوء السياسي وأصرت على مواصلة الإضراب إلى غاية السماح لها بعودتها إلى مدينة العيون. وفي حديث نشرته يومية الباييس أمس، قالت حيدر إنه "بالنسبة لي الحكومة الاسبانية والحكومة المغربية سيان" وأضافت "لم أتوقع أبدا أن تقوم الحكومة الاسبانية بلعب دور قذر لصالح المغرب". وكانت الحقوقية الصحراوية اتهمت الحكومة الاسبانية بالتواطؤ مع نظيرتها المغربية بعدما منعتها من مغادرة الأراضي الاسبانية بحجة عدم توفرها على جواز السفر الذي سحبته منها السلطات المغربية وهي التي سمحت لها بالنزول في مطار لانزروتي دون جواز سفر. ويأتي عرض الحكومة الاسبانية في الوقت الذي اتسعت فيه حملة التضامن مع الحقوقية الصحراوية التي تدهورت صحتها جراء مواصلتها الإضراب الذي شرعت فيه منذ 13 يوما. وأفادت أوساط الناشطة الصحراوية أن حالتها الصحية قد تدهورت خاصة وأنها توقفت عن تلقي العلاج لعدد من الأمراض المزمنة التي تعاني منها مثل القرحة في المعدة وهو ما يعرض حياتها للخطر. وقالت ماريا تيريزا فرنانديس دولا فيغا نائب رئيس الوزراء الاسباني إن بلادها تقوم بكل ما في وسعها لكي تتمكن أميناتو حيدر من السفر بحرية والعودة إلى عائلتها. من جهتها؛ أعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن قلقها حيال صحة وسلامة الناشطة الصحراوية الحائزة على جائزة روبرت كينيدي لحقوق الإنسان لعام 2008 وعديد الجوائز الأخرى عرفانا بكفاحها السلمي في التعريف بعدالة قضية بلادها وحق شعبها في تقرير مصيره. ولا تزال برلمانات جهوية وأحزاب سياسية وجمعيات محامين اسبان تساند المناضلة الصحراوية لحقوق الإنسان التي دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام بمطار لانزاروتي بجزر الكناري منذ طردها من مدينة العيونالمحتلة من قبل المغرب. وطالب برلمان الكناري في تصريح تمت المصادقة عليه بالإجماع الحكومة الاسبانية باتخاذ كل المساعي الممكنة لإيجاد حل للوضع الذي آلت إليه "غاندي الصحراوية" الموجودة حاليا بمطار لانزاروتي محرومة من جواز سفرها وهي لا ترغب في البقاء في اسبانيا. وطالب البرلمان في تصريحه الذي دعمه الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني (الحزب الحاكم) وحزب الشعب (المعارضة الرئيسية) والتحالف الكناري "باتخاذ الإجراءات اللازمة حتى تتمكن المناضلة الصحراوية التي تواصل إضرابها عن الطعام من العودة إلى بلدها من خلال استفادتها من اتفاقية الحقوق السياسية والمدنية لمنظمة الأممالمتحدة". كما دعا حكومته الجهوية إلى مطالبة الحكومة الاسبانية بالتحرك لدى الأممالمتحدة من اجل دفعها إلى "تطبيق لوائح مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة الأممية المتعلقة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". من جهته؛ عبر البرلمان الجهوي لغاليسيا (شمال غرب اسبانيا) عن "دعمه الكامل" للقضية الصحراوية العادلة منددا بانتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة وطالب بإطلاق سراح "كافة المساجين السياسيين الصحراويين واسترجاع أميناتو حيدر لحقوقها الكاملة". وأكد من جهته المجلس العام لنقابة المحامين الإسبان أن منع اميناتو حيدر من مغادرة التراب الإسباني يعتبر انتهاكا لحقها الأساسي في حرية التنقل، وأشار في بيان أن "حيدر موجودة في إسبانيا رغم إرادتها وتريد العودة إلى بلدها الصحراء الغربية ولكن الحكومة الإسبانية تمنعها دون وجود أي سبب واضح قد يمنعها من مغادرة إسبانيا". وكانت الرابطة الإسبانية للدفاع عن حقوق الإنسان قد دعت الحكومتين الإسبانية والمغربية إلى "إيجاد حل دون تأخير "يسمح بعودة المناضلة الصحراوية التي دخلت في إضراب عن الطعام منذ 12 يوما في مطار لانزروتي بجزر الكناري إلى الصحراء الغربية التي طردت منها بصفة غير قانونية." وذكرت الرابطة بعزم أميناتو حيدر على مواصلة إضرابها المفتوح عن الطعام حتى وإن لحق بها الموت في المطار إذا لم تعد إلى منزلها في مدينة العيونالمحتلة محملة الحكومتين الإسبانية والمغربية مسؤولية ما يحدث لها. واعتبرت الرابطة الإسبانية أن هذه القضية قد "تنجم عنها تعبئة دولية كبيرة بالإضافة إلى عودة الحرب إذا لم يترك مخرج آخر للشعب الصحراوي". يذكر أن حملة التضامن بإسبانيا مع الناشطة الصحراوية لحقوق الإنسان اميناتو حيدر تتواصل مع قيام وفود برلمانية ومختلف الشخصيات الثقافية والنقابيين وممثلي منظمات حقوق الإنسان من مختلف المقاطعات الاسبانية بزيارتها إلى جزيرة لانزاروتي للتعبير عن دعمهم ل"غاندي الصحراوية" والتنديد ب"الدور المخزي الذي تلعبه الحكومة الاسبانية" في طرد المناضلة الصحراوية. وكانت جبهة البوليزاريو قد أدانت "الضغوطات" التي تمارسها الحكومة الإسبانية لإقناع الناشطة الصحراوية اميناتو حيدر المضربة عن الطعام منذ عدة أيام بطلب جواز سفر مغربي جديد أو القبول بوضعية اللاجئ في إسبانيا كما اقترحت ذلك اسبانيا والمغرب.