يقال إن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت جيلا طيب الأعراق ، ولكن للأسف أصبحت بعض الأمهات مصدرا لانحراف أبنائها بما فيها الإناث محاولة أن تغطي تصرفاتها التي لا يقبلها الشرع ولا الأخلاق ولا المجتمع ، بممارسة الضغط والتهديد ضد الأبناء بوسائل خطيرة وذلك لإخفاء والتستر على سلوكاتها التي لا تجلب سوى العار للأسرة . هذه واحدة من بعض القصص الجزائرية التي تفجّرت أمام محكمة حسين داي الأسبوع الماضي بطلتها أم تمرّدت على أصول الأسرة الجزائرية لتستغل براءة طفلتها البعيدة عن والدها لتزج بها في عالم الانحراف والرذيلة ولكن سرعان ما تخرج البنت البالغة 12 سنة عن صمتها عندما تقرّر أن تخبر والدها عن المأساة اليومية التي تعيشها إلى جانب والدتها في غيابه ، والأكثر من هذا أن المعاناة الحقيقية جعلت البنت تفرّ من الوالدة الحقيقية لتجد في زوجة الأب الأولى صدرا رحبا والأم المثالية بعدما حرمت من هذه المشاعر إلى جانب والدتها الفعلية التي عجزت عن هذا الدور . نوال.ب الواقعة التي خرجت لتكشف عن المستور أمام محكمة حسين داي ، فجرتها طفلة بعد أن ضاقت بها الدنيا ولم تجد حلا للمأساة التي تزداد يوما بعد يوم إلى جانب والدتها الحقيقة ، فقرّرت أن تلجا إلى والدها من خلال إجراء اتصال هاتفي عن طريق هاتف صديقتها في المدرسة بعد أن كسّرت والدتها الهاتف الذي أحضره لها والدها، وطلبت منه الحضور فورا لإنقاذها من الجحيم الذي تعيشه وإلا فستهرب من البيت، ولكن الوالد لم يكن يتخيل حجم الوضع الذي تعانيه ابنته حيث أخبرها أن الوقت تأخر فهو لايستطيع الحضور من البليدة مقر إقامته مع زوجته الأولى وسيأتي في الغد ليأخذها من المدرسة. وبطريقة أبكت الكثيرين داخل المحكمة بسبب الطريقة السيئة التي كانت تعاملها والدتها بها، سردت الطفلة تفاصيل القضية حيث أكدت أنها كانت تصطحبها بشكل شبه يومي إلى فندق بشارع حسيبة لتتركها تنتظر وتصعد إلى إحدى الغرف رفقة رجل غريب، كما أخذتها مع أصدقائها إلى غابة بوشاوي ولم يعودا إلا في وقت متأخر من الليل، وأكثر ماكان يخيفها هو اقترابهم منها وطريقة معاملة هؤلاء الأشخاص له، وذكرت أسماء الكثير من الأماكن المشبوهة وقالت أن والدتها كانت تهددها بالحرق إن رفضت مرافقتها في مشاويرها، حيث تضع الشوكة المخصصة للأكل على النار وتكويها بها وآثار الحريق الموجودة على جسدها وشفتيها شاهدة على ذلك. من جهته اعترف الأب أنه لم يستطع النوم بعد اتصال ابنته، خاصة بعد أن سمع كل ماسردته، واتجه في الصباح الباكر إلى المدرسة ليأخذها معه ، مستغربا في هذا السياق كيف لأم ألا تسأل عن فلذة كبدها منذ مغادرتها المنزل في شهر مارس الماضي، خاصة وأنها كانت مقبلة على امتحان "شهادة التعليم الإبتدائى" . وفي شهر سبتمبر قرّر الوالد رفع دعوى لاستعادة ابنته، وتم تعيين مساعدة اجتماعية ستقدم للمحكمة نهاية الشهر ملفا يضمن بقاء الطفلة مع والدها وزوجته الأولى، والمؤسف حقا أن والدة الفتاة أكملت تمثيليتها عندما لم تستطع الوقوف أمام هيئة المحكمة حيث أغمي عليها ليتم إخراجها من القاعة وتقديم الإسعافات الأولية لها، خاصة بعد أن رفضت طفلتها الاقتراب منها ومنعتها من تقبيلها، لتردّد على مسمعها أنها تفضل العيش مع زوجة والدها المتقدمة في السن والمريضة على العودة إلى أحضانها ، ويبدو أن كلمات البنت كانت أكثر وقعا على الوالدة عندما ذكرت بأنها ستنتحر لو أعادوها للعيش مع أمها وإلى موعد إصدار الحكم النهائي وجب على هذه الأم أن تعيد حساباتها وأن تأخذ في حسبانها أن قناع الخداع سرعان ما يتم الكشف عنه وأن النعمة قد تتحول إلى نقمة عندما تتغلب القيم وقوى الخير على قوى الشر والرذيلة.