تفصلنا عن كأس العالم 2022 في قطر أكثر من 8 سنوات، فلماذا نتطرق دائماً للحديث عن التحضيرات في هذا البلد؟ خاصة وأننا على بعد أقل من شهرين عن انطلاق مونديال البرازيل 2014، الذي يمكن الحديث مطولاً عن مشاكله. الإجابة ببساطة، أنه في كل يوم يمر، نكتشف حجم التضليل الذي مارسته قطر على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). هذا ما بدأ به موقع "سبورتس غريد" الأمريكي الشهير موضوعه التحليلي، الذي فند فيه أسباب ضرورة سحب شرف تنظيم مونديال 2022 من قطر اليوم قبل الغد، والتي قسمها إلى 6 أسباب، وجاءت على النحو التالي: 1- شراء الأصوات ودفع رشى: قرار منح قطر حق استضافة مونديال 2022 صاحبته قضايا فساد واتهامات بدفع رشى، فبالعودة إلى 2011 كتب سكرتير عام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جيروم فالكه، في رسالة إلكترونية، أن قطر "اشترت حق الاستضافة"، وهو ما بدأ يتبلور في العام نفسه، عندما كشفت صحيفة تلغراف البريطانية أن قطر أودعت 2 مليون جنيه إسترليني في حساب ابنة عضو اللجنة التنفيذية السابق للفيفا ريكاردو تيكسيرا، إضافة إلى دفع مليون دولار أمريكي لنجم الكرة الفرنسية السابق زين الدين زيدان من أجل دعم ملف ترشحها. 2- كم عامل يجب أن يموت حتى نتمكن من متابعة كرة القدم؟ قدر تقرير صادر عن الاتحاد الكونفدرالي للتجارة الدولية في مارس الماضي، أن أكثر من 4000 عامل سيموتون بقطر، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها خلال تشييد البنى التحتية لكأس العالم 2022، إضافة إلى الأعداد الكبيرة التي لقيت حتفها من العمال النيباليين والهنود خلال أعمال البناء. 3- كسر كافة الوعود - وعدت قطر بتشييد 12 ملعبا لاستضافة كأس العالم 2022، أما الآن فتراجعت عن وعدها وأعلنت أنها ستبني 8 ملاعب فقط، وهو الحد الأدنى الذي يسمح به الفيفا. - وعدت قطر بفتح آفاق جديدة في عالم كرة القدم، من خلال تكييف الملاعب التي ستستضيف مونديال 2022، فيما خرجت الآن لتعلن أنه لم يسبق تجريب هذه التكنولوجيا في الملاعب الكبيرة، ويبدو أنها لن تمضي قدماً في إنشاء التجهيزات المزعومة. 4- اضطرابات في أجندة كرة القدم الأوروبية عادة ما تقام بطولة كأس العالم في شهري يونيو ويوليو ، لكن فيفا ينظر بجدية لتغيير موعدها بسبب الحرارة العالية التي تعصف بقطر في هذه الفترة، وفي حال التغيير ستحدث اضطرابات في أجندية الدوريات الأوروبية، على المستويين المحلي والقاري. 5- تضارب مع أجندة الرياضة الأمريكية في حال تأجيل بطولة كأس العالم 2022 إلى شهر ديسمبر، فذلك سيعني تضارب موعدها مع الدوريات الأمريكية الكبرى، كالبيسبول وكرة القدم الأمريكية ودوري محترفي كرة السلة، وهي البطولات التي يفضلها الشارع الأمريكي على كرة القدم، ولن يفرط بمشاهدتها من أجل متابعة مونديال قطر، الأمر الذي سيضر بالناقل الحصري للنهائيات العالمية في الولاياتالمتحدة، والذي دفع 425 مليون دولار لشراء حقوق بث البطولة في الصيف وليس شتاءً. 6- تأجيل سحب حق الاستضافة سيصعب المهمة على البديل ويختتم موقع سبورتس غريد قراءته التحليلية لوضع مونديال 2022 بمناشدة الفيفا بسحب حق استضافة كأس العالم من قطر في أسرع وقت ممكن، ليتسنى للدولة البديلة التحضير في مساحة زمنية مناسبة، مشدداً على ضرورة منح الحق لدولة لا تصرف المليارات ولا يذهب ضحية استعداداتها عدد كارثي من العمال.