ناقش الطالب الباحث سمير جريدي بجامعة قسنطينة مؤخرا، مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير، شعبة الأدب العربي الحديث، موسومة ب''مظاهر الإيقاع في شعر محمد الشبوكي الجزائري''. وتشكلت لجنة المناقشة من الأساتذة عزيز العكايشي، رئيسا، ناصر لوحيشي، مشرفا ومقررا، يوسف وغليسي، عضوا، آمال الواتي، عضوا. وتطرق الطالب سمير جريدي في بداية تدخله إلى أسباب اختياره واهتمامه بهذا الموضوع التي أرجعها إلى ''عدم الاهتمام الكافي بالشاعر محمد الشبوكي في الدراسات التي تناولت الشعر الجزائري الحديث سواء كان ذلك في سيرته أم شعره حيث أهملته بعض هذه الدراسات وأشارت إليه أخرى باقتضاب دون تمثيل بشعره'' إلى جانب ''جهل الناشئة والطلبة بمسيرة هذا الشاعر رغم أنه صاحب النشيد الثوري جزائرنا بسب عدم تدريس أشعاره في المنظومة التربوية''. وفي هذا السياق، قسم الطالب بحثه إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، حيث خصص الفصل الأول لسيرة الشاعر محمد الشبوكي بالتفصيل والتركيز على آثاره الشعرية والنثرية ومواقفه النقدية. أما الفصل الثاني فخصصه للتعريف بمفاهيم الإيقاع ومستوياته الداخلية والخارجية إضافة إلى جانبه الفكري، في حين كان الفصل الثالث تطبيقيا، أين استثمر فيه الباحث ماورد في الفصل النظري الثاني. واعتمد الطالب في بحثه على المنهج الوصفي التحليلي مع الاستعانة بالإجراء الإحصائي. وفي الخاتمة أشار إلى جملة من النتائج التي توصل إليها أهمها أن محمد الشبوكي شخصية إصلاحية وأدبية وسياسية رائدة، سخر شعره لخدمة القضية الوطنية الجزائرية قبل الاستقلال وخدمة الدولة بعد استرجاع السيادة الوطنية، وكان لطبيعة التعليم العربي الذي تشربه، أن ألزمه بمعظم التقاليد القديمة والحديثة التي التزمت بها القصيدة العربية العمودية، وهو ما تجلى في الأبحر المستعملة ونسبها، وأحرف الروي والقوافي وأنواعها وألقابها. وتجلى وجود كل من الجانبين الفكري والبصري للإيقاع في شعر محمد الشبوكي وذلك بعدما ارتبط الجانب الأول بما يسمى ب''قصيدة النثر'' والجانب الآخر ب''قصيدة التفعيلة''، وأتاح وجود هذين النوعين من الإيقاع الشكل الطباعي لديوان الشاعر الصادر سنة 1995.كما شكل الجانب البصري للإيقاع ممثلا في الغلاف الخارجي والداخلي بألوانه وأشكاله في ديوان محمد الشبوكي، معادلا إيقاعيا لأغراض الديوان كله من حيث الدلالات مثل الوفاء للشهداء والدولة وحب الوطن، إضافة إلى تحول مفهوم الجانب الفكري للإيقاع إلى تجربة شعرية واحدة منسجمة ومترابطة الأغراض تدور حول معنى واحد هو الوطنية الذي يمثل دور الرابط بينها، رغم عدم بروز ذلك ظاهريا وأمام النظر العاجل والقراءة السريعة. وبعد مداولة لجنة المناقشة تقرر منح الطالب الباحث سمير جريدي شهادة الماجستير بتقدير حسن.