خرج القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام في خطاب وصف بالهام على شاشة قناة الأقصى الفضائية، وجاء في الخطاب النقاط التالية: 1:أكد الضيف أن موازين المعركة باتت مختلفة عن الماضي، فالمقاتليون يتسابقون إلى الشهادة، وهم أجرأ وأشجع من أي وقتٍ مضى. 2: إن ما عجزت عن انجازه الطائرات والمدفعيات لن تحققه العمليات البرية، استمرار عمليات الإنزال خلف خطوط العدو رغم المجازر هو خير دليل على قوة المقاومة. 3: لقد آثرنا مواجهة الجنود العسكريين على مواجهة المدنيين، في الوقت الذي يلهو العدو المجرم في دماء المدنيين، فيمسح أحياء بأكملها، ويردم المنازل على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ. 4: في هذه الجولة، لن ينعم الكيان الغاصب بالأمن، إلا اذا نعم به الشعب الفلسطيني. 5: نؤكد جاهزيتنا الكاملة، ونعمل في خطط واضحة ومعدّة مسبقاً، دون ردود مستعجلة، كما يصدر عن جيش الاحتلال. 6. لا تهدئة قبل وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة وختم الضيف خطابه المقتضب بما يلي: نقدر لكم وقفتكم وتلاحمكم مع المقاومة، والنصر صبر ساعة، وهو لم يكن ليتحقق لولا صمودكم وصبركم واحترامكم للمقاومة. ////////////////////////////// من هو محمد الضيف في أحد أحياء مخيم "خانيونس" جنوبي قطاع غزة، يُمسك "المُسن" دياب الضيف بوسادة كبيرة، يُرتبها بيدٍ احترفت مهنة التنجيد، ثم يُقدمها إلى من جاء طارقا محلّه الصغير، يبحث عن "وسادة" يخلد من خلالها إلى الراحة والاسترخاء. ويضع كثيرون في الحي وخارجه رؤوسهم على الوسائد التي يصنعها "الضيف"، ويستريحون عليها، عدا "ابنه" الذي يقف محروما من وسادة يصنعها والده، لكي يسند رأسه عليها ويرتاح. فهذا الابن لا يعرف كيف يكون الاسترخاء أو الخلود إلى الراحة، وهو يحمل اسما تضعه (إسرائيل)، في قائمة الأهداف المطلوب تصفيتها. ويشغل ابنه "محمد الضيف"، منصب القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، والذي يخوض حاليا حربا شرسة مع الجيش الإسرائيلي. ولد "محمد دياب إبراهيم الضيف" عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة عايشت كما آلاف العائلات الفلسطينية، آلام اللجوء عام 1948، لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خانيونس جنوبي قطاع غزة. وفي سن مبكرة عمل الضيف في أكثر من مهنة ليساعد أسرته الفقيرة، فكان يعمل مع والده في محل التنجيد. درس "الضيف" في كلية العلوم بالجامعة الإسلامية في غزة، وخلال هذه الفترة برز كطالب نشيط في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح، وتشبّع خلال فترة دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي. وبدأ "الضيف" نشاطه العسكري في أيام الانتفاضة الأولى، حيث انضم إلى صفوف حماس في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته (إسرائيل) وقضى في سجنها سنة ونصف دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس. وانتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة "القسام" في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن، وأشرف على تأسيس كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس. وتتهم (إسرائيل) الضيف بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلّح لكتائب القسام. وتشير المصادر الإسرائيلية إليه، باعتباره المسئول المباشر عن تنفيذ وتخطيط سلسلة عمليات نفذها الجناح المسلّح لحماس أدت إلى مقتل وجرح مئات الإسرائيليين. ويتبوأ "الضيف" الرقم الأول في قائمة الأشخاص الذين تريد (إسرائيل) تصفيتهم منذ ما يُقارب عقدين من الزمن لكنها تفشل في ذلك. ويفتخر الفلسطينيون بمن يصفونه ب"جنرال حماس"، وبما حققه من أسطورة في التخفي، عن أعين (إسرائيل)، لعقود من الزمن، بالتزامن مع الأداء العسكري المتطور واللافت لكتائب القسام. وما من وصف إلا وأطلقه الإسرائيليون على الضيف، ففي حين استطاعوا النيل من الكثير من قادة حماس العسكريين، ظلّ "الضيف" متخفيا عن الأنظار، عصيا على أن يكون هدفا سهلا ل(إسرائيل). ويعزو جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" فشله في تصفية الضيف إلى شخصيته، وما يتمتع به من حذر، ودهاء، وحسن التفكير، والقدرة على التخفي عن الأنظار. ونجا الضيف من 3 محاولات اغتيال آخرها كان في 2006، والتي تسببت وفق ما تقول مصادر إسرائيلية، من خسارته لإحدى عينيه، وإصابته في الأطراف. وحاولت (إسرائيل) اغتياله للمرة الأولى في 2001، لكنه فرّ ونجا، وبعدّها بسنة تمت المحاولة الثانية والأشهر، والتي اعترفت (إسرائيل) فيها بأنه نجا بأعجوبة وذلك عندما أطلقت مروحية صاروخَين نحو سيارته في حي الشيخ رضوان بغزة. ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في السابع من الشهر الجاري، والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن قائمة أسماء مطلوب تصفيتها في القطاع. وتحت عنوان "بنك الأهداف المطلوب تصفيتها" تصدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورة يظهر فيها قائد كتائب القسام " محمد الضيف". وتتهم (إسرائيل)، الضيف بتطوير الأداء العسكري، لكتائب القسام، وتوسيعها من دائرة ضرباتها الصاروخية، اتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية. وطوّرت كتائب القسام صواريخها المحلية لتصبح أطول مدى، مثل صاروخ M75 وقد أطلقته في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2012، ثم تبعه في 2014 ظهور صاروخ R160 أطلقتّه على حيفا. وفي تطور نوعي ولافت أعلنت كتائب القسام، يوم الاثنين 14يوليو/تموز2014 رسمياً عن تمكن مهندسيها من تصنيع طائرات بدون طيار، وإنتاج 3 نماذج منها، لتنفيذ مهام خاصة في (إسرائيل). وتحاول كتائب القسام محاكاة الجيوش النظامية، إذ أصبح لديها وحدات متخصصة، مثل وحدة الهندسة، ووحدة الدفاع الجوي، ووحدة المدفعية، ووحدة الاستشهاديين، ووحدة الإسناد، وغيرها. وخلال العدوان الذي تشنه (إسرائيل) حاليا، على قطاع غزة، أعلنت عن أول عملية لوحدة الضفادع البشرية (الكوماندوز البحري)، قامت بتنفيذ عملية في قاعدة "زكيم" العسكرية الواقعة في مدينة عسقلان جنوب غربي (إسرائيل). وتميزت كتائب القسام بإدخالها لتقنيات ووسائل قتالية ورادعة لمواجهة الجيش الإسرائيلي وتؤكد القسام أنها أول من صنع الصواريخ المضادة للدروع مثل "البتار" و"الياسين" والعبوات الناسفة التي دمرت أسطورة دبابة الميركافاة الإسرائيلية الصنع، حسب قولها. وتتهم (إسرائيل)، الضيف بأنه يقود، معركة الحرب ضد الجيش الإسرائيلي الذي يشن عملية عسكرية جوية وبرية على قطاع غزة، منذ مساء يوم 7 يوليو/ تموز الجاري. وتقول إنّه المسؤول عن المفاجآت العسكرية الكثيرة التي اعدتها الحركة، منها شبكة الانفاق الهجومية، وعمليات التسلل النوعية، وإدارة المعارك والمواجهات من تحت الأرض. وقبل أيام عرضت القناة العاشرة في التلفاز الإسرائيلي، فليما تلفزيونيا، مدته 20 دقيقة بعنوان: متى يقرر الرجل الأول في غزة إنهاء هزيمة (إسرائيل)؟ وتصف (إسرائيل) عن الضيف، بأنه رجل الساعة، من يتحكم بقرار الحرب والسلم في غزة، ومتى يُقرر متى تبدأ القسام عملياتها ومتى تنهيها.