أعلن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعمه لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في انتخابات الرئاسة التركية المقرر انطلاقها الأحد المقبل، داعياً الشعب التركي إلى المشاركة الواسعة لإنجاح تلك العملية الديمقراطية. وقال "القرضاوي"، في بيان له "لقد ضرب الشعب التركي المثل في الممارسة الديمقراطية، التي أفرزت نتائجها ما حقق لتركيا في سنوات معدودات نهضة غير مسبوقة في شتى المجالات، وأنا أدعوهم لاستكمال مسيرتهم المباركة، والمشاركة القوية والفعالة في هذا الاستحقاق الانتخابي، الذي له ما بعده، بالخير إن شاء الله لتركيا والأمة الإسلامية. كما تطرق البيان إلى حكم الشرع في الانتخابات، مؤكداً أنها أمانة يجب تأديتها، قائلاً: "الإدلاء بالرأي في هذه الانتخابات فريضة دينية، على كل مسلم أن يشهد بما يراه صوابًا، وما يرى فيه صلاح بلده وأبناء شعبه، فأنا أرى الانتخاب لكل من يدعى إليه شهادة في حق من حقوق الله, لأنها يترتب عليها حقوق عامة, وهي ما يطلق عليه الفقهاء (حقوق الله)". وأضاف: فكل من طلب منه أداء صوته يجب أن يدلي به، ولا يمتنع من ذلك, سواء كان رجلا أو امرأة, كما قال تعالى: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}، فلا يجوز له أن يتبرأ أو يحاول كتمان الشهادة. وتابع: فإذا وضع شهادته لغير من يستحقها, سواء كان رئيسا للجمهورية, أو رئيسا لأي سلطة له حق اختيارها, أو نائبا من نواب مجلس النواب أو مجلس الشعب, أو مجلس الأمة, فإذا خان الشخص ضميره, وأغضب ربه سبحانه وتعالى, وخالف في اختياره من يراه أهلاً لتمثيل الأمة أو تمثيل الدائرة أو تمثيل الجهة التي رشح فيها، فقد خان الأمانة التي أمر الله تعالى بأدائها, كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء : 58]. وهذه الشهادة تعتبر (شهادة زور), وتعد من (الكبائر الموبقات), كما روى الشيخان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: أكبر الكبائر: الشرك بالله تعالى، وعقوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس، وقال: "ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت."