تعددت الروايات حول عملية توقيف سجى الدليمي الزوجة الثانية لزعيم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" ابو بكر البغدادي، مع ابنه، وهي العملية التي وصفها عارفون بخبايا المفاوضات ب"الصيد الثمين" الذي حققه الجيش اللبناني في إطار الحرب على التنظيمات الارهابية، ولا سيما تنظيم "داعش" المصنف الاكثر تشدداً واجراماً بين التنظيمات. وفيما تباينت وسائل الاعلام في ايرادها للخبر – المفاجأة، ولا سيما في اطار سرد التفاصيل المتعلقة بتوقيف الدليمي، وأظهرت اختلافاً بين وسيلة واخرى حول اسم زوجة البغدادي الموقوفة لدى مخابرات الجيش اللبناني، ومكان توقيفها وحقيقة مرافقيها والموقوفين معها. في هذا الاطار، نقلت صحيفة "النهار" اللبنانية من مصدر امني لم تذكر هويته، ان الموقوفة هي سجى الدليمي نفسها، وهي امرأة عراقية كانت تعيش في سوريا مع ذويها، قبل اندلاع الحرب فيها، منذ ان خرجت كل العائلات المحسوبة على نظام البعث العراقي القديم، من العراق بعد سقوط حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وفيها تزوجت من العراقي ابرهيم عواد ابرهيم علي البدري السامرائي، الذي كان خارجاً لتوه من سجن تديره القوات الاميركية في جنوبالعراق، ووصوله في العام 2009 حينه الى سوريا التي كانت تأوي اركان ورموز ومنتسبي الحكم العراقي السابق، باعتباره كان احد كبار ضباط المخابرات في عهد صدام، والذي بات معروفاً لاحقا ب"ابو بكر البغدادي" زعيم التنظيم الاكثر ارهابا وتطرفا بين كل الحركات المتطرفة على مستوى العالم. وسجى هي نفسها التي كانت مسجونة في سجون النظام السوري والتي أخرجت في اطار صفقة التبادل التي أفضت قبيل أشهر الى اخراج 150 سجينة من السوريات مقابل اطلاق راهبات معلولا وعددهن 13 راهبة، اللواتي كن خطفن من ديرهن في معلولا واحتجزن لدى المنتمين الى التنظيم في القلمون، بزعامة ابو مالك التلي الذي يحتجز العسكريين اللبنانيين في جرود عرسال اليوم. سجى الدليمي هي التي تعقدت صفقة إطلاق راهبات معلولا مرات عدة، بسبب عدم شمولها في عداد النساء السجينات المفرج عنهن من سجون النظام السوري في حينه، حتى ان الصفقة الاخيرة تعقدت نهائيا في دقائقها الاخيرة، وتم صرف النظر عنها بداية، نتيجة رفض المسلحين اطلاق الراهبات في حينه، قبل تسليمهم سجى واولادها قبل اي شيء آخر. وبعد اصرار المهتمين باتمام الصفقة، تم ترتيب معيبن قضى بتسليم سجى في جرود عرسال في حينه، وبعدها اطلقت الراهبات وسارت القافلة التي تقلهن، بعد تأكد البغدادي نفسه من ان ابو مالك التلي تسلمها مع اولادها. وذكر المصدر الامني مثلما تنقل النهار اللبنانية ان قوة من الجيش اوقفت الدليمي منذ اكثر من اسبوع، في اطار عملية امنية بعد مراقبتها لمدة طويلة، ومراقبة تنقلاتها ونشاطاتها، وتم الاعلان عنها اليوم، بعد التأكد من فحوصات الحمض النووي الذي اخضعت له للتأكد من انها هي نفسها الدليمي زوجة البغدادي، وبعد الحصول منها على عدد من المعطيات الامنية المتعلقة بها وبزوجها من خلال التحقيقات التي اخضعت لها طيلة هذه المدة في مقر وزارة الدفاع في اليرزة. وأشار الى انها كانت تعيش في منطقة الضنية شمال لبنان مع ابنها منذ خروجها من السجون السورية في إطار صفقة التبادل، وهي تمارس منذ حينه نشاطات "لوجستية معينة" لم يفصح عن طبيعتها، وهي تتنقل لهذه الغاية بواسطة هوية سورية مزوّرة بين الضنية وطرابلس في شمال لبنان، وعين الحلوة في صيدا، وشتورا وعرسال في البقاع، في لبنان دائما، وتلتقي بشخصيات نسائية في هذه المناطق على علاقة مباشرة بالاعمال الارهابية.