تمكّنت شركات برامج وإعلانات إسرائيلية في السنوات الأخيرة من بسط سيطرتها على سوق الإعلانات "التلقائية" التي تظهر للمتصفحين على شبكات الانترنت، عبر زرع مضامين وعرض برامج مختلفة سرعان ما يتضح أنّ تحميلها بعد الموافقة على شروط الاستخدام يجعل مستخدمها، ومن قام بإنزال هذه البرامج على حاسوبه، فريسةً للإعلانات التي يتم زرعها في مختلف المواقع التي يقوم بزيارتها. وقال تقرير خاص في هذا السياق نشرته صحيفة "كلكاليست" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إنّ شركة "غوغل" تُركّز في الأشهر الأخيرة حربها ضد الشركات التي تزرع برامج محوسبة تلفت وتبعد أنظار المتصفّحين عن إعلانات "غوغل" لصالح صفحات تعرض إعلانات تزرعها هذه الشركات دون أن تكون لشركة "غوغل" سُلطة عليها. وبحسب التقرير فقد تبين أن عشر شركات إسرائيلية على الأقل تنشط في هذا المجال وتكاد تكون المسيطرة على سوق زرع هذه الإعلانات. ومن بين هذه الشركات المملوكة لإسرائيليين: Superfish. Radyoos. Imonomy. DEALPLY CROSSRIDER. No Problem وغيرها. وقال التقرير إنّ دراسة أعدتها "غوغل" حول هذا النشاط بيّنت أنّ الشركات الإسرائيلية أعلاه هي الأكثر سيطرة على مجال زرع الإعلانات التجارية غير التابعة لغوغل، مما يؤثر على سوق الاعلانات لشركة "غوغل" نفسها، ويفقدها السيطرة على الصفحات التي يتم زرع برامج لهذه الشركات فيها. كما تبين أن البرامج التي تزرعها هذه الشركات، عبر خداع المستخدمين من حيث عدم معرفتهم بكم الإعلانات التي سيكون عليهم مطالعتها عند تصفح الشبكة، تقوم عملياً بمراقبة نشاط المستخدم وتتبع سلوكه ومعرفة نمط استخدامه لمحركات البحث ثم تقوم برفع تقارير حول ذلك لشركات أخرى تجمع معلومات عن أنماط سلوك مستخدمي الشبكة. وتدلّ دراسة "غوغل" على أنّ الشركة تمكنت من إزالة 193 "إضافة" من هذا النوع تتبع بعضها لشركات إسرائيلية ضللت المستهلكين. وبيّنت دراسة "غوغل" أنّ هذه الشركات تمكّنت عملياً من إضافة نحو 50 ألف "برنامج مساعد، أو إضافي "في حسابات المستخدمين، و34 الف برنامج تم تنزيلها لأجهزتهم تم تشخيص 30% منها باعتبارها برامج مضرة، تسهم في إبطاء سرعة الإبحار على الشبكة. لكن من أكبر المتضررين، مالياً، أيضاً من وراء هذا النشاط الذي سيطرت عليه الشركات الإسرائيلية، بالإضافة إلى غوغل نفسها، شركات عالمية مثل "أمازون" وفولمارت التي خسرت عوائد مالية كبيرة من إعلاناتها على الشبكة، بعدما تمكنت برامج زرعتها الشركات الإسرائيلية الرئيسية من نقل عوائد هذه الإعلانات التابعة أصلاً لفورمانت وأمازون وكانت نشرت على شبكة غوغل، لكن هذه البرامج حولت الأرباح من هدفها الأصلي للشركات الأخرى.