وصل الإعصار الضخم "باتريسيا"، أعنف إعصار يسجل في التاريخ، إلى ساحل المحيط الهادئ في المكسيك، لكنه تسبب بأضرار أقل حجماً مما كان متوقعاً. وفي حين استنفرت كافة السلطات المعنية في البلاد محذرة من هول الكوارث المتوقعة، إلا أن الرئيس المكسيكي خرج بعد 5 ساعات على دخول الإعصار إلى البلاد، ليعلن في رسالة متلفزة إلى الأمة "أن الأضرار أقل مما هو متوقع لإعصار بهذه القوة". وكان مدير المفوضية الوطنية للمياه روبرتو راميريز للتلفزيون أعلن سابقاً أن "عين الإعصار وصلت إلى البر في ايميليانو زاباتا" الواقعة في ولاية خاليسكو في غرب البلاد والقريبة من ميناء مانزانيلو الكبير. وأضاف أن السلطات تنكب حالياً على قياس قوة الرياح المصاحبة للإعصار، علماً أن سرعة هذه الرياح كانت بلغت قبيل ساعات من دخوله البر المكسيكي 325 كلم/ساعة، وهو رقم قياسي لم يسبق أن سجل في التاريخ، قبل أن تعود وتتراجع قليلاً إلى 305 كلم/ساعة. من جهته، قال الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو إنه يصعب توقع الأضرار التي سيحدثها هذا الإعصار. وأضاف في مقابلة إذاعية "ولكن شيئا واحدا نحن متأكدون منه وهو أننا نواجه إعصارا بحجم لم نشهده من قبل مطلقاً." كما كتب في تغريدة على تويتر مخاطباً سكان المناطق المعرضة للخطر إن "الإعصار باتريسيا أصبح على الساحل المكسيكي. لا تخرجوا. احتموا واتبعوا ارشادات الحماية المدنية". وأضاف "نحن نواجه ظاهرة طبيعية، قوة لم تشاهد من قبل. سيكون علينا أن نواجه أوقاتا عصيبة، البلاد تواجه خطراً كبيراً"، مشيراً إلى أن أولوية الحكومة هي "حماية أرواح المكسيكيين وانقاذها". في حين قال مسؤولون مكسيكيون وأميركيون إن هذا الإعصار الذي لا يمكن التكهن بنتائجه قد يسبب أضرارا مفجعة. إلى ذلك، قال روبرتو راميريز رئيس الوكالة الاتحادية المكسيكية للمياه إن باتريشيا قوي جدا إلى حد أنه قد يعبر البلاد ويتجه فوق خليج المكسيك إلى الولاياتالمتحدة. ومع ذلك قال المركز القومي الأميركي للأعاصير إن باتريشيا قد يضعُف فور وصوله للأراضي الجبلية في غرب المكسيك. ووضعت المكسيك في حالة تأهب تحسباً لوصول الإعصار المهول الذي يهدد بحصول فيضانات وانهيارات أرضية. وعمدت السلطات إلى إجلاء السكان من الأماكن الأكثر عرضة للخطر، كما أغلقت المرافئ والمدارس في المنطقة وطلبت من السياح إلغاء رحلاتهم إليها.