يرى باحثون أنه بات بالإمكان الاستفادة من الخلايا المناعية لمرضى السرطان، من أجل علاج المرض الفتاك، وذلك بالرغم من التقدم البطيء الذي حققته الأبحاث على مدى سنوات. فقد وفرت المناعة المضادة للسرطان دفعة قوية في هذا المجال. يعمل التحفيز المناعي على تدريب جسم المريض كيفية التخلص من السرطان. ورغم أن هذه الآلية ليست بالأمر الجديد حيث كانت وصفت للمرة الأولى قبل أكثر من قرن، لكن هذه المرة هي الأولى التي يتم فيها الحصول على نتائج على المدى الطويل. وعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقرير له عن عملية التحفيز المناعي لأحد المرضى ورحلته مع سرطان الرئة، حيث أبلغ الأطباء ستيف كارا البالغ من العمر 53 عاما بعدم فاعلية العلاجات وانتشار السرطان في جسده. وبعد عدة سنوات اقترح الدكتور ماثيو هيلمان من مركز ميموريال سلون كيترنغ للسرطان في نيويورك، العلاج المناعي بدلا عن مهاجمة السرطان مباشرة، كما يفعل العلاج الكيماوي، إذ أن العلاج المناعي يحاول أن يحشد النظام المناعي للمريض من أجل مكافحة السرطان في الجسد. ونقلت الصحيفة عن كارا قوله عندما ذهب إلى مراجعة حالته في مستشفى آخر بعد فترة من العلاج المناعي، وجه له الطبيب سؤالا بعد مراجعة صورة المسح الضوئي، ماذا نصحك به الدكتور هيلمان؟. وعندما أخبره بعلاج الدكتور هيلمان المناعي، طلب منه الطبيب أن يعود على الفور من حيث علاجه هناك. ومن شأن التحفيز المناعي، أن يجعل من السرطان مرضا يمكن علاجه. حيث تركز مراكز بحوث السرطان والمستشفيات الجامعية على العلاجات الحديثة التي تحفز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا المصابة بأورام الدم الخبيثة واستبعاد الخلايا السليمة. وأظهر دراسات استجابة بعض المرضى بصورة أفضل من آخرين، إلى جانب زيادة نسبة المرضى الذين يستجيبون بصورة إيجابية.