وصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة سريعة هي الأولى لمسؤول أميركي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي عاشتها تركيا في 15 جويلية الماضي. زيارة بايدن تأتي بعد إعلان أنقرة بدء حملة عسكرية في مدينة جرابلس داخل حدودها مع سوريا، لتطهيرها من خلايا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، حسبما أعلن بيان القوات التركية المسلحة. وسلطت وسائل الإعلام التركية الضوء على أسباب الزيارة وتوقيتها، فذكرت أنها تأتي في إطار التشاور الذي تجريه السلطات التركية مع نظيرتها الأميركية لبحث تسليم الداعية فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الأخيرة من خلال عناصر جماعته المنتشرين داخل صنع القرار في المؤسسة العسكرية التركية. وتتوقع وسائل الإعلام التركية أن يكون الملف الكردي حاضراً أيضاً على طاولة البحث، عند اجتماع بايدن مع الرئيس التركي أردوغان، إذ تشير التقارير الواردة من أنقرة إلى أن الرئيس التركي ينوي شرح الآثار والعواقب المترتبة على نجاح الأحزاب الكردية الناشطة في الأراضي السورية بتأسيس دولة كردية على الحدود المحاذية لتركيا. من جانب آخر، ذكر الكاتب الصحفي التركي مدير تحرير صحيفة "حرييات ديلي نيوز"، مراد يتكن، خلال تصريحات أدلى بها لقناة "سي إن إن ترك"، أن الزيارة تحمل في طياتها دلالات كبيرة، لاسيما أنها تزامنت مع زيارة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني لأنقرة. وأشار يتكن إلى أن وجودهما في أنقرة يرتبط بالعملية العسكرية في مدينة جرابلس، مشيراً إلا أن الأيام القادمة ستحمل الكثير من التطورات ستشهدها المنطقة. وفور وصوله للأراضي التركية، رافق بايدن رئيس مجلس النواب التركي إسماعيل كهرمان في جولة داخل مرافق المجلس التي تعرضت لأضرار جسيمة خلّفها القصف الذي تعرضت لها أنقرة بعد محاولة الانقلاب، قبل أن يتنقل للقاء رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وفي تصريحه لوسائل الإعلام أعلن بايدن أن الولاياتالمتحدة ستدعم خطوات أنقرة الرامية للقضاء على الإرهاب، بما في ذلك عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش، مؤكداً أن واشنطن ستؤمن التغطية الجوية للقوات التركية على الأرض. وكان جو بايدن قد نشر خبر زيارته لأنقرة عبر حسابه الخاص على موقع تويتر، مشيراً إلى أنها تهدف للتعبير عن التضامن مع الشعب التركي وقيادته بعد الهجمات الإرهابية ومحاولة الانقلاب الفاشلة. الجدير بالذكر أن السلطات التركية أرسلت مساعد والي محافظة أنقرة لاستقبال بايدن في مدرج المطار، فيما يبدو أنها رسالة أرادت تركيا إرسالها للولايات المتحدة الأميركية، بعد فتور العلاقات بين البلدين الذي تسبب به تأخر استنكار البيت الأبيض لمحاولة الانقلاب الأخيرة والمماطلة في تسليم غولن.