حصلت الإدارة الأمريكية على موافقة الكونغرس لتخصيص ثمانية ملايين دولار لمساعدة ليبيا على تشكيل وحدة من قوات النخبة مهمتها مكافحة المجموعات المتطرفة، وذلك وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” في عددها الصادر أمس. وسيتم اقتطاع هذه المبالغ من الأموال المخصصة لعمليات البنتاجون في باكستان وذلك من اجل مساعدة ليبيا على مكافحة “المتطرفين” الذين يزداد نفوذهم يوما بعد يوم وبينهم على سبيل المثال أولئك الذين هاجموا القنصلية الأمريكية في بنغازي مما أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أمريكيين آخرين. وبحسب الصحيفة فإن هذا المشروع الرامي إلى تشكيل وحدة من قوات النخبة تتألف من 500 جندي ليبي مخطط له منذ ما قبل الهجوم على القنصلية في 11 سبتمبر الماضي لكنه وضع على نار حامية بسبب خطورة الأوضاع في ليبيا. ومنذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي وحتى الآن تعتمد الحكومة الليبية على مجموعات من الميليشيات، بينها جماعات “متشددة”، لبسط الأمن في البلاد. وأوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية أرسلت إلى الكونجرس في الرابع من سبتمبر وثيقة توضح فيها أن هدف البرنامج هو تحسين “قدرة ليبيا على مواجهة ومكافحة تهديدات القاعدة وأتباعها”. وفي الأثناء، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنها تتحمل مسؤولية أي تقصير في حماية القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا والتي تعرضت لهجوم الشهر الماضي. وقالت في مقابلة مع شبكات تلفزيونية أمريكية: “أتحمل المسؤولية” على إدارة هذا الهجوم الذي حصل في 11 سبتمبر، والذي أودى خصوصاً بحياة السفير الأمريكي في ليبيا، حسب محطتي “سي إن إن” و”فوكس نيوز” اللتين أجرتا هذه المقابلة مع كلينتون بمناسبة زيارتها للعاصمة البيروفية ليما. وأضافت “أنا أتولى وزارة الخارجية التي توظف 60 ألف شخص في العالم بأسره يتوزعون على 275 مركزاً” دبلوماسيا وقنصليا. وأشارت كلينتون خلال المقابلة إلى أن الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن لم يتخذا أي قرارات في السابق تؤثر في حماية القنصلية وبالتالي ليسا مسؤولين عما حصل. ووفق مقتطفات أخرى، قالت كلينتون إنها تريد “تحاشي أي نوع من الشرك السياسي”. وتثير قضية بنغازي المسرح السياسي الأمريكي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في السادس من نوفمبر المقبل. ويأخذ الجمهوريون بقيادة مرشحهم ميت رومني على إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما عثرات في مجال الأمن والمخابرات قبل الهجوم على القنصلية. ووفق مقتطفات أخرى من المقابلة، قالت كلينتون “بالنسبة للأمن، القرارات اتخذها أخصائيون، ولكننا سوف نعيد النظر بها كي نتأكد من أننا نعمل كل ما يجب عمله في مناخ يزداد خطورة”. وأكدت كلينتون “لا يمكننا إلا أن نكون متواجدين ومنخرطين.. لا يمكننا أن ننسحب”.