أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، لصحيفتي "تايمز" البريطانية و"بيلد" الألمانية، واعتبر فيها أن بريطانيا "كانت على حق" بقرارها الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما وصف حلف شمال الأطلسي بأنه منظمة "عفا عليها الزمن"، أثارت غضب الدول الأوروبية وحلف الأطلسي. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن حلف شمال الأطلسي تلقى "بقلق" تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب بأن الحلف "تخطاه الزمن". وقال جونسون عقب لقاء مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، وقبل اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل: "سنرى ما سيكون تأثير (التصريحات) على السياسة الأميركية"، مع تولي ترمب الرئاسة في 20 جانفي. وشدد شتاينماير على أن هذا الموقف "يتعارض مع ما قاله وزير الدفاع الأميركي (المعين) خلال جلسة تثبيته في واشنطن قبل أيام قليلة فقط". واعتبر وزير الدفاع الأميركي المقبل الجنرال السابق جيمس ماتيس، الخميس، خلال جلسة في مجلس الشيوخ لتثبيته في منصبه أن حلف الأطلسي يعد "حيوياً" للولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الألماني إن "تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب ستؤثر أو بالأحرى ستحدد" مضمون اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ال28 الاثنين في بروكسل، مشيراً إلى أنها "أثارت الدهشة والاضطراب في بروكسل، وليس فقط في بروكسل على ما أعتقد، بل أنا واثق من ذلك". أما نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابريال، فاعتبر أن على أوروبا إبداء "الثقة" في مواجهة الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس ترمب إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي قبل أيام قليلة من تنصيبه الرسمي. وقال غابريال وهو أيضا وزير الاقتصاد في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية: "أعتقد أن علينا نحن الأوروبيون ألا نستسلم لإحباط شديد"، مضيفاً: "لا أقلل من أهمية ما يقوله ترمب، ولا سيما بشأن حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكن إبداء القليل من الثقة سيعود علينا بالفائدة في مثل هذا الوضع". ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أن "أفضل رد" من الأوروبيين على تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب حول الاتحاد الأوروبي وخروج بريطانيا من التكتل، يكمن في إظهار "وحدتهم". وقال آيرولت في بروكسل لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إن "أفضل رد على مقابلة الرئيس الأميركي هو وحدة الأوروبيين". واضاف آيرولت: "إن تصريحات ترمب تستوقفنا، لذلك أنتظر بفارغ الصبر أن يتولى وزير الخارجية الأميركي الذي سيخلف جون كيري، ريكس تيلرسون، مهامه على وجه السرعة حتى ألتقيه ونناقش معا كل النقاط الرئيسية"، ذاكراً من بينها مستقبل العلاقات مع روسيا والمسالة الأوكرانية ومستقبل الاتفاق النووي الأيراني. ورأى أن إدارة "شؤون العالم" تتطلب "المزيد من التنظيمات" و"التشاور" و"التعددية" و"ليس العودة إلى النزعة الوطنية وإلى سعي كل طرف لمصالحه الخاصة".