الرئيس السوري غير حراسه الشخصيين عدة مرات وتقارير تكشف: - المعارضة تقبل بهدنة العيد والأممالمتحدة تحذر من “بوسنة جديدة” – الأخضر الإبراهيمي يعود إلى دمشق وأنقرة تطالب بوقف إطلاق النار أيمن. س/ وكالات قالت مصادر دبلوماسية غربية مقيمة في دمشق إن الرئيس السوري، بشار الأسد، عمد في الآونة الأخيرة إلى تغيير حراسه الشخصيين عدة مرات، وذلك خشية قتله على يد أحدهم، وذلك في ضوء مخاوف وهواجس من احتمال تعرض الرئيس السوري للاغتيال من طرف أحد حراسه الشخصيين وهم في الغالب من الطائفة العلوية. ونقلت قناة “العربية” عن المصادر قولها إن الأسد أخذ يستعين بأفراد من الحرس الثوري الإيراني لحماية أو مراقبة كبار المسؤولين السوريين “النافذين” الذين يشكل اغتيالهم أو انشقاقهم ضربة موجعة لاستمراره في الحكم. وذكرت المصادر أن الأسد ما عاد يثق كثيراً بقوة الحماية المؤلفة من عناصر من السوريين، الذين تشير مصادر سورية إلى أنهم تلقوا تدريباتهم في موسكو، بعد أن كثر عدد المعارضين له من داخل الطائفة العلوية نفسها التي ينتمي لها، وأنه استعان أخيراً بعناصر خاصة من الحرس الثوري الإيراني، بعد نصائح تقول المصادر الغربية إن ممثل الحرس الثوري الإيراني في دمشق، اللواء حسين همداني، قدمها له. وتم تعيين اللواء همداني ممثلاً للحرس الثوري في دمشق، بعد فترة من استقالته في ديسمبر من العام الماضي كقائد “فيلق محمد رسول الله” المسؤول عن حماية العاصمة، والتي شاركت بقوة في قمع الاحتجاجات التي اندلعت بُعيد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في جوان 2009، في وقت كانت تقارير تحدثت آنذاك عن تحقيقات واسعة أجريت مع قادة كبار في الحرس الثوري على خلفية تفجير استهدف في نوفمبر من العام الماضي قاعدة صاروخية غرب طهران، وقتل على إثره مسؤول وحدة إنتاج وتطوير صواريخ أرض أرض، اللواء حسن طهراني مقدم، وآخرين. وأشارت التقارير حينها إلى أن ذلك التفجير كان ضمن مخطط لاغتيال المرشد الأعلى، علي خامنئي، أثناء حضوره، الذي ألغي في اللحظة الأخيرة، لاختبار صاروخ باليستي في القاعدة. وفي الأثناء، أعلنت القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والثورية في سوريا موافقتها على هدنة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي خلال فترة عيد الأضحى. واشترطت القيادة المشتركة التزام النظام السوري بتنفيذ عدد من النقاط هي إطلاق سراح المعتقلين خاصة النساء منهم وفك الحصار عن مدينة حمص وعدم استغلال قوات النظام الهدنة لتعزيز مواقعها وإيقاف كافة الطلعات الجوية والسماح بزيارة الموقوفين في السجون. وفي تطورات الوضع سياسيا، وصل الإبراهيمي إلى دمشق أمس، في زيارة هي الثانية له في مهمته في سورية، وكان في استقباله في مطار دمشق نائب وزير الخارجية فيصل مقداد. وعقد المبعوث الدولي اجتماعا مع مكتبه في دمشق الذي يرأسه مختار لماني الذي جال خلال الأيام الأخيرة إلى حمص ودرعا وريف دمشق والتقى قادة من المعارضة المسلحة. كما ينتظر أن يجتمع الإبراهيمي اليوم بوليد المعلم وزير الخارجية، على أن يلتقي بشار الأسد في وقت لاحق، لكن لم يعلن موعد رسمي للاجتماع. وسيعقد الإبراهيمي أيضا لقاءات مع معارضة الداخل وشخصيات من المجتمع المدني. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو دعا جميع الأطراف السورية المتقاتلة إلى وقف إطلاق النار في عيد الأضحى وأمل أن يتوقف الهجوم بالطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة ضد المدنيين، وأن يلتزم النظام السوري وكذلك المعارضة بوقف إطلاق النار. من ناحية أخرى، قالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن الوضع في سوريا يعيد إلى الأذهان الحرب الطائفية في البوسنة ودعت القوى العالمية إلى الاتحاد في محاولة وقف إراقة الدماء. وقالت بيلاي “يجب أن تكون ذكريات ما حدث في البوسنة والهرسك حية بما يكفي لتحذرنا جميعا من خطر السماح بانزلاق سوريا إلى صراع طائفي شامل”. وأضافت للصحفيين “يجب ألا يتطلب الأمر شيئا مروعا مثل سربرنيتشا ليهز العالم ويدفعه إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف هذا النوع من الصراع”.