أعربت سوريا عن أملها في أن تساهم المحادثات التي يجريها المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في دول الشرق الأوسط في إتاحة الفرصة لمبادرة بناءة لإنهاء الصراع الدائر هناك، وجدّدت تأكيدها على ضرورة احترام طرفي الصراع لأي خطة للسلام. قال المتحدث باسم الخارجية السورية، جهاد مقدسي، أمس، إن دمشق على استعداد للتعامل بإيجابية مع أي مبادرة من شأنها إنهاء أعمال العنف في البلاد، وشدّد على ضرورة التزام المعارضة بمثل هذه المبادرات من أجل إنجاحها، وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها مقدسي تعقيبا على دعوة المبعوث الخاص المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إلى التوصل إلى هدنة مؤقتة خلال عيد الأضحى الذي يحل في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، كما أشار مقدسي إلى أن مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا سيصل قريبا إلى العاصمة دمشق لبحث نتائج جولته الأخيرة التي زار فيها عدة دول في المنطقة. من جهته، حذّر الأخضر الإبراهيمي أمس، من خطر اتساع الأزمة السورية التي قال إنها من غير الممكن حصرها داخل البلاد، واعتبر الإبراهيمي الذي شرع أمس في زيارة إلى لبنان لبحت تداعيات الأزمة السورية أن الشعب السوري يدفن 100 إنسان يوميا وأنه ليس من المعيب طلب خفض عدد القتلى بمناسبة عيد الأضحى، واصفا الهدنة المرتقبة بأنها تمهد لبناء خطة لوقف إطلاق نار أشمل ومن ثم بناء خطة سلام على أن يرافقها وقف توريد للسلاح إلى سوريا. من جهة أخرى، قال مصدران بالمعارضة السورية الثلاثاء، إن المعارضين اتفقوا على تشكيل قيادة مشتركة للإشراف على معاركهم للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، بعدما تعرضوا لضغط متزايد من مؤيديهم الأجانب للتوحد، وذلك بحسب ما ذكرته تقارير إعلامية، حيث يهدف القرار الذي اتخذه عشرات المعارضين ومنهم قادة الجيش السوري الحرّ في اجتماع داخل سوريا يوم الأحد، إلى تحسين التنسيق العسكري بين المقاتلين وخلق قيادة واحدة يأملون أن تكون القوى الخارجية مستعدة لتزويدها بأسلحة أقوى، وأضافت المصادر، أنه تم التوصل للاتفاق، وأن الأخير يحتاج توقيعه فقط، وذكرت أن قطر وتركيا هما القوى الأساسية وراء التوصل إلى الاتفاق. ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن مسلحين من الجيش السوري الحر، أسقطوا مروحية تابعة للجيش السوري النظامي، بمحافظة إدلب شمال غرب البلاد، وقال المرصد إن المقاتلين تمكنوا من إصابة طائرة فى ريف معرة النعمان، كانت تشارك فى الاشتباكات بقرية معر حطاط وشوهدت النيران تشتعل فيها، مشيرا إلى أن الطائرة مروحية وسقط حطامها فى قرية بسيدة، بحسب ما نقل عن ناشطين. وفي نفس السياق، قصفت قوات النظام السوري صباح أمس مدينة القصير في حمص ومناطق أخرى في حلب وريف اللاذقية، بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن 19 قتيلا سقطوا في سوريا أمس، حيث يأتي ذلك بعد يوم فقط من مقتل 103 أشخاص بينهم ستة أطفال، سقطوا في قصف من طائرات الجيش النظامي، استهدف مجمعات سكنية في مدينة الميادين بدير الزور.