قام المُؤلف الشهير "ويل باردينويربير " بجمع الكثير من الشهادات والمعلومات سلط فيها الضوء على علاقة الصداقة التي نشأت بين صدام حسين وحراسه الأميركيين خلال فترة اعتقاله وحتى محاكمته وتنفيذ حكم إعدامه في 2006. في تلك الفترة، كان عدد من العسكريين الأميركيين قد أطلقوا على أنفسهم إسم The Super Twelve يتولون حراسة صدام الذي كان يواجه سلسلة من الإتهامات بالمسؤولية عن قتل الآلاف من أبناء شعبه. في 2006 أرسل العسكريون الأميركيون إلى بغداد في الأساس لحراسة مُستشفى ومرافقة الوفود، لكنهم بعد ذلك كلفوا بمهمة جديدة، وهي حراسة " معتقل هام "، حسب تقرير لصحيفة نيويورك بوست تناول الموضُوع. جمع باردينويربير، الذي كان ضابطا في سلاح المشاة وخدم في محافظة الأنبار، مجموعة من شهادات هؤلاء الحراس في كتابه "السجين في قصره.. صدام حسين وحراسه الأميركيين، وما لم يتحدث عنه التاريخ". كانت لدى حراس صدام تعليمات صارمة بالإبقاء عليه حيا، وبألا يتعرض للأذى خلال محاكمته ، وسنحت لصدام وحراسه خلال تلك الفترة الفرصة لتبادل الأحاديث خلال أوقات الفراغ ، فنشأت علاقة صداقة بين الديكتاتور السابق وعدد منهم . يؤكد أحد هؤلاء الذين تحدثوا مع مُؤلف الكتاب أن صدام بشكل عام كان " مسرُورا " ويقول آخرون إنه كان يستمتع بأبسط الأشياء في زنزانته الصغيرة، رغم اعتياده على حياة القصور الفخمة، مثل الجلوس على كرسي في الفناء، والجلوس على مكتب خصص له ووضع علم عراقي على الحائط خلفه كي تبدو الأمور أكثر رسمية. كان يحب أيضا تدخين سيجار كوهيبا، والجلوس في المنطقة الترفيهية التي خصصت له خارج الزنزانة ورش المزروعات بالماء. يقول الكاتب إنه " كان يعطي المزروعات أهمية كبيرة كما لو كانت ورودا " . ويقول الكاتب إن صدام كان كثير الإرتياب من الطعام الذي يقدم إليه ، وكان يتناول طعام الفطور على دُفعات ، فقد كان يبدأ بعجة البيض (الأومليت) ثم قطعة الكعك ، وبعدها يأكل ثمرة فاكهة طازجة. وإذا كانت عجة البيض مقطعة فإنه لا يتناولها. كان صدام مولعا بالإستماع إلى المغنية الأميركية ماري بلايدج، فعندما يقلب محطات الراديو كان يتوقف عند المحطة التي تبث أغانيها. ونقلا عن موقع قناة الحرة وبحسب نيويورك بوست يقول حراسه السابقون إنه كان دائما يسألهم عن أحوال حياتهم الشخصية وعائلاتهم، بل إنه كتب قصائد لزوجة أحد الحراس ، حتى أنهُ كان يروي لهم ذكريات مضت. ويتذكر أحد الحراس قصة رواها صدام عن ابنه عدي، وقال فيها إنه أطلق النار خلال حفل ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الحاضرين، بينهم أخ غير شقيق لصدام. هذا " الخطأ الجسيم " أغضب صدام كثيراً، فقرر مُعاقبته بحرق كل سياراته. والمعرُوف أن عدي كان يمتك أسطولا من السيارات الفاخرة مثل بورش وفيراري ورولس رويس. في اليوم الأخير من حياة صدام حسين وقبيل تسليمه للجهات العراقية لتنفيذ الحكم بإعدامه، قام صدام باحتضان حراس الزنزانة وودعهم.