تناقلت أمس العديد من وسائل الإعلام السعودية والعربية خبر تكفل كشاف سعودي بحمل عجوز جزائرية بالبقاع المقدسة على طول 2 كلم في غياب تام للبعثة الجزائرية. وذكر موقع قناة العربية أن أحد الكشافين السعوديين، حمل حاجة جزائرية ثمانينية لمسافة كيلومترين للوصول إلى أقرب مركز إرشاد، حيث يمكن الاستفادة من الخرائط الإلكترونية والحصول على عربة، خاصة أنها غير قادرة على المشي. وواصل الكشاف أحمد السرحاني، من كشافة الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الجوف ومن منسوبي معسكر منى، جهوده حيث حصل لها على عربة بعدما حدد موقع حملتها من المركز بالخرائط الإلكترونية ليدفعها إلى مسافة تتجاوز ثلاثة كيلومترات مرة أخرى. ويقول السرحاني، الذي تناولت قصته مواقع التواصل ونشرتها أيضاً صحيفة "الجزيرة": "كنت أسير مع زملائي في اتجاه مركز الإرشاد رقم 8 في مشعر منى عندما شاهدت الحاجة لا تقوى على المشي وهي تائهة، فطلبت منا إرشادها، ولما كان الأمر لا يمكن أن يتم إلا عبر مركز الإرشاد، حيث يمكن الاستفادة من الخرائط الإلكترونية والحصول على عربة، وهي لا تقوى على السير، فعرض علينا قائد الفرقة صالح الشمري أن نحملها إلى المركز، فتطوعت لذلك الأمر، وحملتها ما يقارب كيلومترين حتى أوصلتها إلى المركز". وأضاف: "كانت كاميرات الهواتف النقالة من الحجاج في الطريق تتابعني ما بين لقطات وتسجيل فيديو حتى وصلت، حيث تم التعامل مع الحالة وتحديد موقع حملتها. ثم أخذت عربة وحملتها عليها ودفعتها إلى مسافة تتجاوز ثلاثة كيلومترات مرة أخرى. وكانت طوال الطريق تلهج بالدعاء لي ولبلادي لأنني قدمت لها كل هذه الخدمات، وما أن وصلنا إلى مقر حملتها وعرفتها من بوابتها حتى أخذت تبكي وتقبلني وتحضنني وتدعو لي ولولاة الأمر". أما السرحاني فرأى في تصرفه هذا أمراً عادياً كان يمكن أن يقوم به أي كشاف يمر في الموقف نفسه. ويبقى التساؤل الكبير: أين كان المرشدون الجزائريون في مثل هذه الحالة وغيرها؟