أنهت معظم التشكيلات السياسية المشاركة في الانتخابات الخاصة بتجديد المجالس البلدية والولائية، برامج حملتها الانتخابية التي تركز في معظمها على تقديم الحلول لانشغالات المواطن على المستوى المحلي، حسب منظور كل حزب وتوجهه. واللافت في الأمر أن برامج الأحزاب على كثرتها وتنوعها، تطابقت كلها في تقديم وعود مجترة لا تسمن ولا تغني من جوع المواطن البسيط الذي أضحت الانتخابات بالنسبة له فرصة لتبذير المال العام وصداع الرأس، وفي أحسن أحوالها يوم عطلة مدفوع الأجر ينسيه جزءا من همومه المتلاحقة. الأفلان يراهن على الريف ويقدم وعودا بفك العزلة أوضح المكلف بالإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني، قاسة عيسى، أن حزبه سينتهج في هذه الحملة التي سيخوضها تحت شعار “من أجل جزائر الاستقرار والازدهار"، الأسلوب “غير الممركز" لفسح المجال للقسمات والترشيح لوضع الأولويات الخاصة بكل جهة، لاسيما وأن ل«كل منطقة خصوصيتها"، وهذا ما أدى حسب المتحدث إلى ترك الحرية للقسمات في اتخاذ المبادرات شريطة أن يتم التركيز بشكل أساسي على العمل الجواري واستغلال جميع الفرص للتمكن من الاتصال بالمواطنين، حيث أعطيت “حرية التصرف بخصوص الملصقات في بعض المناطق". وأوضح قاسة أن أولويات المناطق الريفية تتمثل في التركيز على توصيل الغاز الطبيعي وإنشاء مراكز على مستوى البلديات والبناء الريفي، إلى جانب المشاريع الفلاحية كالأشجار المثمرة وهذا خلافا للمناطق الحضرية التي يمنحها برنامج الحملة الأولوية في إنشاء رياض الأطفال وتوفير الخدمات الصحية اللازمة. وأكد المتحدث أنه سيتم التركيز أثناء الحملة أيضا على ضرورة تطوير الإدارة وعصرنتها لتقريبها أكثر من المواطن مع حرية المبادرة للمترشحين المحليين. وبخصوص البرنامج الخاص بالمجالس الولائية، أوضح المكلف بالإعلام أنه يتضمن نفس الاقتراحات الخاصة بالبلديات مع إدخال بعض “التفصيلات" الخاصة بالولاية، مشيرا على سبيل المثال إلى المطالبة بالإسراع في إنجاز الطريق الرابط بين ولاية بجاية والطريق السيار. حزب العمال يرافع لتحصين الأمة من “التحرشات"! أوضح القيادي في حزب العمال جلول جودي، أن حزبه سيخوض الحملة الانتخابية تحت شعار “تحصين الأمة" وذلك نظرا كما قال “للتحرشات" التي تهدد البلاد والسعي لإقحامها في الحرب التي ستشن على الجماعات الإسلامية بدولة مالي. وأضاف المتحدث أن الحزب أنهى استعداداته المادية الضرورية لهذه الحملة وسطّر برنامج تنقلات مسؤولي الحزب وباقي القياديين إلى مختلف جهات الوطن لتنشيط التجمعات الشعبية على مستوى 542 بلدية و43 ولاية. وبشأن البرنامج السياسي للحملة، ذكر جودي أن الحزب بصدد وضع الرتوشات الأخيرة إلى جانب الولايات التي سيتم فيها تنشيط التجمعات الشعبية، مبرزا أن المناضلين على أهبة الاستعداد للقيام بالخرجات الميدانية والاحتكاك بالمواطنين لشرح الأهداف والمرامي التي ينشدها الحزب من خلال الانتخابات المحلية.