أذنت وزارة العدل التونسية أمس، بفتح تحقيق ضد إمام مسجد النور بدوار هيشر غرب العاصمة تونس، على خلفية تصريحاته لقناة تلفزيونية محلية اعتُبِرت تحريضا على الكراهية. وكان نصر الدين العلوي وهو أحد شباب التيار السلفي قد دعا على الهواء مباشرة أثناء برنامج حواري على قناة “التونسية” إلى “الجهاد” ضد وزارة الداخلية وحركة النهضة والحكومة التونسية، بحضور وزير الداخلية علي العريض والناطق باسم الحكومة سمير ديلو، ملوحا بكفنه، مما أثار جدلا واسعا في تونس. وقالت وزارة العدل التونسية في بيان لها أمس، إنها أذنت للنيابة العامة في المحكمة الابتدائية بالتحقيق مع الإمام لأنه عمد إلى “التحريض مباشرة بواسطة وسيلة بصرية على ارتكاب جرائم أو الاعتداء على الحرمة الجسدية للإنسان والتحريض مباشرة على الكراهية بين الأديان والسكان وتعمد نشر أخبار زائفة من شأنها النيل من صفو النظام العام”. وانتشرت الشرطة والجيش على الطرق المؤدية إلى دوار هيشر في ضاحية منوبةبتونس، دون أن تدخل المنطقة. وقال مسؤول أمني إنه “تم نشر الوحدات تحسبا”. وكان العلوي الذي أعلن نفسه إماما لمسجد النور بمنطقة دوار هيشر رغم عدم تعيينه من قبل الدولة قد أعلن في برنامج تلفزيوني ليلة الخميس الماضي، الحرب على حزب النهضة الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس وعلى وزارة الداخلية، بحضور وزير الداخلية والناطق باسم الحكومة. وجاءت دعوة العلوي عقب مواجهات ليلة الثلاثاء الماضي بين قوات الأمن وعشرات من “السلفيين” كانوا يحاولون اقتحام مقرين للشرطة والحرس الوطني في دوار هيشر. وأوقعت المواجهات قتيلين من السلفيين وثلاثة جرحى في صفوف الأمن. وقال العلوي في الحوار متحديا وزير الداخلية الذي كان حاضرا في أستوديو البرنامج، “نعم أنا محرض.. أعددت كفني لهذا اليوم، بعد أن قتل الشهيدان، أدعو كل شباب الصحوة أن يحضروا أكفانهم”. واتهم العلوي وزير الداخلية بالولاء للولايات المتحدة وتنفيذ مخططاتها، كما شن هجوما لاذعا على حركة النهضة. وقد صدم العلوي الذي كان يتكلم من نقطة خارجية الحاضرين في الأستوديو عندما لوح بكفنه عاليا مخاطبا المدعوين في البرنامج. وانتشر الفيديو الخاص بمداخلة إمام المسجد على نطاق واسع على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وأثار انتقادات واسعة بشأن اهتزاز هيبة الدولة في مقابل تصاعد النفوذ “السلفي” في البلاد. وردا على تحريض العلوي، قال وزير الداخلية التونسي إن “هذا النوع من الخطاب جزء كبير منه مسؤول عن إراقة الدماء.. لا تدرك أن كلامك مثل الرصاصات”. أما المتحدث باسم الحكومة فقال عن العلوي “أنت لست أهلا لإمامة مسجد.. هذا الكلام تحريض على الكراهية”.