أثارت التصريحات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حول زيارته المرتقبة إلى الجزائر، العديد من التساؤلات، ذلك أنه ضمنها “تطمينات" للشعب الفرنسي والطبقة السياسية والثقافية. كما “طمأن" أيضا “الأقدام السوداء" المقيمين في فرنسا، فقال إنه سيحاول في زيارته الرسمية الأولى للجزائر المنتظرة نهاية العام الجاري، فتح الباب لتلك “الفئة المطرودة من الجزائر والمغضوب عليها"، موضحا أن “فرنسا ستسعى إلى فتح الباب للجزائريين المقيمين في فرنسا بدخول الجزائر والسماح للفرنسيين المقيمين في الجزائر بدخول فرنسا"، دون أن يحدد أي فئة كان يقصد. وما يسجل هنا رغم ذلك أن القصد كان واضحا بمقدار لا يترك مجالا للشك، فضمن هذه الفئة يوجد عدد من المثقفين والفنانين أبرزهم “أنريكو ماسياس" الذي منع وأمثاله من دخول الجزائر نظرا لمواقفهم المتطرفة التي لم تكن بمعزل عن السياسة الصهيونية في العالم. وعبر “ماسياس" واسمه الحقيقي"غاستون غريناسيا" المولود بالحي اليهودي بقسنطينة في ال11 ديسمبر 1938، مرارا عن رغبته الشديدة في زيارة للجزائر، بل وتمنى أن يدفن في إحدى مقابر قسنطينة مسقط رأسه، وهو الذي عرف بتردده المبالغ فيه على قصر “الإيليزي" وتودده للسلطات الفرنسية خاصة في عهد نيكولا ساركوزي، إلى جانب مواقفه المعروفة ودعمه لإسرائيل وخروجه في مسيرات مؤيدة لها، وكان أمهما تلك التي خرج فيها لتأييد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “آرييل شارون" خلال انتفاضة الأقصى الأولى. من ناحية أخرى، كان وزير المجاهدين محمد شريف عباس قد عبر عن رفض الجزائر أي مقترح فرنسي حول مسألة استرجاع “الأقدام السوداء" لما يسمونه “ممتلكاتهم العقارية" التي تركوها بعد استرجاع الاستقلال، موضحا أن الجزائر لن تتفاوض حول هذه النقطة خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر لأن الجزائر طبقت عليهم “قانون الشغور" وهو القانون نفسه الذي طبقته السياسة الاستعمارية على الممتلكات الجزائرية لدى احتلالها الجزائر عام 1830.