كشفت صحيفة “التايمز” في عدد الصادر أمس، أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يستعدون لشن عمل عسكري في سوريا في غضون أيام، في حال قام نظامها باستخدام الأسلحة الكيميائية بمحاولة لصد قوات المتمردين الساعية للسيطرة على دمشق وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمريكية، أن التدخل العسكري الذي ستقوده الولاياتالمتحدة وتشارك فيه بريطانيا ودول أخرى “ليس وشيكاً، لكن وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأمريكيتين اللتين تملكان صلاحية إصدار القرارات بشأن عمليات الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، مستعدتان للتدخل إذا لزم الأمر”. ونسبت إلى مسؤول أمريكي قوله “إن العمل لن يتطلب تحركاً كبيراً.. لكن من السابق لأوانه توقع ما يمكن أن يحدث إذا تم اتخاذ قرار التدخل، غير أننا لم نصل إلى هذا النوع من القرارات”. وأضاف المسؤول الأمريكي “هناك الكثير من الخيارات، ويمكن أن تقوم الولاياتالمتحدة بعمل عسكري بسرعة وفي غضون أيام إذا استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية، كما أن اتخاذ أي إجراء من هذا القبيل لن يتطلب الكثير بسبب وجود قوات أمريكية في المنطقة”. وقالت التايمز إن مسؤولين أمريكيين آخرين أكدوا أن بلادهم تدرس خيارات أخرى للتعامل مع الأسلحة الكيميائية السورية تتراوح بين غارات جوية وهجمات محددة تشنها قوى إقليمية لتأمين مواقع هذه الأسلحة. وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان منظمة حلف شمال الأطلسي نشر أنظمة صاروخية دفاعية من طراز باتريوت في تركيا على مقربة من الحدود السورية، استجابة لطلب أنقرة بعد أن أبدت مخاوفها من التعرض لهجوم بالأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري. من ناحية أخرى، قال ملك الأردن عبد الله الثاني إن بلاده لن تكون طرفا بأي تدخل عسكري في سوريا، وكشف عن تفاوت في رؤية الأردن مع دول الخليج من حل الأزمة بسوريا وشكل العلاقة مع المعارضة لنظام بشار الأسد. وأكد الملك -في مقابلة مع صحيفة الرأي الأردنية شبه الرسمية- أن “الأردن لن يكون طرفا في أي تدخل عسكري، فهذا يتناقض مع مواقفنا ومبادئنا ومصالحنا الوطنية العليا”. واعتبر أن الحل السياسي هو السبيل الأمثل للأزمة في سوريا، وقال إن مقومات نجاح هذا الحل “هي تَوَفُّر أجواء عربية ودولية متفاهمة وداعمة للخروج من حالة التأزيم والتدهور، وهذا من شأنه أن يقود إلى انتقال سياسي في سوريا وعملية تحول ديمقراطي ومصالحة وطنية تساعد على طي صفحة العنف والالتفات إلى المستقبل. ويجب أن تكون جميع القوى والطوائف متوافقة على مضامين الحل السياسي من أجل الحفاظ على تماسك سوريا ووحدة وسيادة ترابها وشعبها”.