يستعرض الفيلم الطويل الخيالي “الولاية” للمخرج الاسباني “بيدرو إبيريز روسادو” الذي تقاسمت إنتاجه إسبانيا والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، نضال الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره والتخلص من الاستعمار والقمع الذي مارسه النظام المغربي طيلة عقود. ويعد هذا الفيلم الذي عرض سهرة أول أمس ب”قاعة ابن زيدون” بالعاصمة في إطار الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم الملتزم، أول فيلم خيالي تشارك به وزارة الثقافة الصحراوية بصفة منتج. بينما يدخل سباق المنافسة الرسمية في صنف الأفلام الطويلة وتم تصوير مشاهده بمخيم اللاجئين الصحراويين في تندوف. ويروي العمل الذي عرض بحضور سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر والجالية الصحراوية على مدى 74 دقيقة؛ ميلاد قصة حب بين فاطمة “تجسد دورها نضيرة محمد” التي تعود من إسبانيا، حيث ترعرعت، وشاب يعيش في مخيم “السمارة”. وتحولت قصة “فاطمة” العائلية وعودتها الصعبة لمخيمات اللاجئين طيلة الفيلم؛ إلى مناسبة لإبراز معاناة الشعب الصحراوي والواقع اليومي الصعب للاجئين في محيط كامن وحيوي. ويعتبر فيلم “الولاية” فرصة لإبراز مكانة المرأة في المجتمع الصحراوي الذي يعيش في محيط محترم جدا، وفرصة لإبراز الصعوبة والمعاناة التي يواجهها آلاف الأطفال الصحراويين الذين عاشوا في الخارج من أجل حمايتهم من الحرب والذين يجدون صعوبات في الاندماج مع المجتمع. واهتم المخرج في هذا الفيلم بالعزل والنسيان اللذين يواجههما هؤلاء الأشخاص الذين وضعوا في “ديكور” صحراوي يعطي لعمل “بيدرو روسادو” لمسة شعرية وصورة جميلة. وإلى جانب الحياة في مخيمات اللاجئين؛ يقدم المخرج الذي يرغب في تصوير فيلم ثان في الأراضي الصحراوية؛ دعما كبيرا للشعب الذي يعتبره “مواطنين من العالم لهم الحق في الاستقلال في مرحلة لا يتحدث فيها أحد- ما عدا الجزائر- عن السلم والمصالحة في المنطقة”. ومع ذلك؛ لا يظهر هذا الالتزام ولا الكفاح من أجل الاستقلال الصحراوي في الفيلم لأن المخرج لا يرغب في “فيلم نضالي ولكن يريد إبراز طبيعة الشعب الصحراوي”. من ناحية أخرى، عرض مساء أول أمس بذات القاعة أيضا، الفيلم الروائي “سيزار يجب أن يموت” للمخرجين الإيطاليين “باولو” و”فيتوريو تريفياني”، حيث اقتبس هذا العمل الذي أنجز في 2012 من طرف الأخوين “تريفياني” من رائعة الكاتب والروائي البريطاني “وليام شيكسبير”. ويتبع الفيلم إعداد وتصميم المسرحية تحت قيادة المخرج الإيطالي “فابيو كفالي” الذي اختار لهذا العمل معتقلين خطيرين لتمثيل الأدوار. وسمح هذا الفيلم للمعتقلين الذين تقمصوا شخصيات روائية ليوم واحد؛ باكتشاف المسرح وخاصيات الشخصيات والأحداث التاريخية لروما خاصة شخصية “يوليوس قيصر” ومعركة “فيليب” بين من اغتالوا قيصر والمخلصين له. ووجد المعتقلون في التآمر على قيصر وفي شخصيته واغتياله؛ وقائع مماثلة مع الوقائع التي سلبتهم حريتهم. وبارتدائهم ثوب الممثلين؛ تحول المعتقلون في مدة التصوير إلى مواطنين عاديين واكتشفوا مواهب لديهم لم يكونوا يشعرون بها، مثيرين إعجاب حراس السجن. وانتهى العرض تحت تصفيقات الجمهور وأطفئت الأضواء وعاد الممثلون إلى الزنزانات.