أسدل بمخيم الداخلة للاجئين الصحراويين بتندوف الستار على فعاليات المهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية في طبعته التاسعة بإعلان عن قائمة عدد من الأفلام الفائزة بالمراتب الأولى لهذه التظاهرة الثقافية الدولية. و قد حاز على المرتبة الأولى الفيلم الوثائقي الإسباني "أبناء السحاب - المستعمرة الأخيرة" الذي أخرجه ألبارو لونجوريا وأنتجه وقام ببطولته نجم السينما الإسبانية خابيير بارديم. وعادت المرتبة الثانية لفيلم "أكديم إيزيك" للمخرجين الإسبانية إيسابيلا و المكسيكي أنطونيو فيلاثكث. و هو عبارة عن شهادات حية موثقة بالصور و الفيديو عن وقائع التفكيك الوحشي للمخيم على يد قوات الإحتلال المغربية بينما إفتك فيلم "ولاية" للمخرج بيدرو بيريث روسادو المرتبة الثالثة وهو يحكي قصة فتاة صحراوية تعود من إسبانيا إلى المخيمات بعد وفاة أمها لتبدأ العيش بين ظهران عائلتها بمخيمات اللاجئين الصحراويين. و بالمناسبة نوهت وزيرة الثقافة الصحراوية السيدة خديجة حمدي خلال حفل اختتام هذا الحدث السينمائي الدولي في ساعة متأخرة من ليلة السبت ب"الصورة التضامنية التي جسدها الحضور المكثف" للفنانين و المخرجين السينمائيين الصحراويين و الأجانب و الذين عبروا عن "طريق فنهم عن تأيدهم لكفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره ووجهوا رسالة قوية للمجتمع الدولي من أجل الإنضمام إلى الحركة التضامنية مع القضية الصحراوية العادلة". و أشار ت خديجة حمدي أن المهرجان كان "ناجحا بكل المقاييس" رغم الظروف العالمية "التي لم تثن هؤلاء السينمائيين" القادمين من مختلف بقاع العالم عن الحضور لمشاركة الصحراويين هذا المهرجان داعية الجميع لحضور الطبعة العاشرة في السنة المقبلة من "أجل كسب متضامنين جدد مع قضية الشعب الصحراوي الذي يناضل منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن". وقد عبر ممثلو الوفود الأجنبية المشاركة في الطبعة التاسعة من هذا المهرجان عن "تضامنهم اللامشروط "مع القضية الصحراوية والذين كان من بينهم النائب الأول لسفير جنوب إفريقيا لدى الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية ماسوجم غوني الذي أكد على "مواصلة دعم بلاده للقضية الصحراوية في مختلف المحافل الدولية" مشيرا أن جنوب إفريقيا "لا تكتفي فقط بالدعم الدبلوماسي ولكنها أيضا تحاول إيجاد زوايا أخرى يمكن إستغلالها و من بينها السينما ". واعتبر غوني أن "التخلي عن مواصلة دعم القضية الصحراوية خيانة لكفاح الشعب الجنوب -إفريقي الذي خاضه ضد نظام الأبارتايد العنصري". وقد شهد المهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغربية الذي تواصل على مدار أربعة أيام تحت شعار "السينما من أجل التضامن" حضور نحو 160 مشاركا من مخرجين سينمائيين و ممثلين وإعلاميين من دول أوروبية و إفريقية ومن أمريكا اللاتنية بالإضافة إلى منتجين ومخرجين سينمائيين صحراويين. وينظم هذا المهرجان - الذي هو مبادرة ثقافية تبنتها حكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية - منذ سنوات بالتعاون مع التنسيقية الإسبانية لدعم الشعب الصحراوي.