فتحت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملف عناصر دعم وإسناد وتمويل الجماعات الإرهابية النشطة على مستوى ولاية بومرداس، وبالتحديد كتيبة الأرقم بضواحي برج منايل، بالمؤونة والأدوية والمعلومات الخاصة وبتحركات عناصر الجيش الوطني، حيث تورط في القضية 17 متهما يعتبرون من أبناء المنطقة، ومن بينهم كلونديستان في الستينيات من عمره. وقد التمست النيابة العامة خلال مداخلتها عقوبة 20 سنة سجنا نافذا للمتهمين الرئيسيين، وهما (س.ت) و(و.ر) اللذان وجهت لهما أيضا تهمة وضع مواد متفجرة بعد أن حاولا تفجير قنبلة في طريق تمر منه دورية خاصة بالجيش الوطني الشعبي ببرج منايل، كان قد وضعها المتهم الأول بواسطة دراجته النارية. فيما التمس عقوبة 10 سنوات سجنا لخمسة متهمين بتمويل وشراء المؤونة للجماعات الإرهابية، يبقى 10 متهمين في حالة فرار. وقد وجهت للمتهمين، الذين أنكروا أمس أمام محكمة الجنايات الوقائع المنسوبة إليهم، ارتكاب جناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن والمشاركة في أعمال إرهابية باستعمال المتفجرات، وجرم الإشادة بالأعمال الإرهابية وعدم التبليغ عن جناية. وحسب ملف المتهمين، فإن الحيثيات تعود إلى تاريخ إلقاء القبض على الكلنديستان رفقة المتهمين الرئيسيين من طرف دورية للجيش الوطني الشعبي بمنطقة مجاورة لمنطقة غابية ببرج منايل كانت قد شاهدتهم وهم يفرغون شحنات كبيرة من المؤونة المتمثلة في أسمدة وزيت ومواد غذائية أخرى في منطقة غير آهلة بالسكان. ويعود ذلك إلى تاريخ 29 ماي .2007 وأثناء التحقيق الأولي اعترف المتهم (م.ت) بأنه ينشط ضمن سرية برج منايل التابعة لكتيبة الأرقم برئاسة الإرهابي أبو حذيفة، حيث أقر المتهم أنه تعرف على المدعو (ب ا ج) المكنى حذيفة، وقد بدأ نشاطه ضمن الجماعات الإرهابية سنة 2004 بعد خروجه من سجن الحراش، والتقى المتهم جماعة برج منايل. كما سبق له التعامل مع الجماعات الإرهابية مقابل مبالغ مالية مختلفة ترواحت بين 3 ملايين و4000 آلاف دينار لشراء المؤونة للجماعات الإرهابية. وبعد أيام التقى المتهم الإرهابي (ع. ر) واتجها على متن دراجة نارية ملك للمتهم (م. ت) والتقيا المتهم ( د م) الموجود في حالة فرار والمكنى أبو تراب. ومن بين ما كلف به المتهم م. توفيق أن يقوم بتفجير القنبلة التي زرعها بحي التحرير ببلدية برج منايل عن طريق الهاتف النقال، غير أنه لم يتمكن من ذلك. فبعد انتقاله إلى المكان شاهد قوات الأمن تقوم بتفكيكها، وبالرغم من أنه حاول تفجيرها عن طريق الهاتف النقال. وقد تفطنت عناصر الأمن لذلك بعدما تقدم إليهم مواطن وأبلغهم عن العملية. أما المتهم (ز.ع)، 60 سنة، سائق سيارة أجرة، فقد اعترف أمام مصالح الأمن بأنه تلقى طلبا من المتهم (م.ت) من أجل حمل المواد الغذائية المتمثلة في 75 كيس سميد و5 دلاء زيت و12 علبة حليب لحظة و10 خبزات. وأضاف المتهم أنه توجه صحبة توفيق في حدود الساعة الرابعة والنصف مساء. ولما حاول الاستفسار عن ذلك رد عليه توفيق بأنه سينقلها إلى أصهاره. وأكد المتهم أنه أثناء عودته تيقن أن هناك أمرا غير طبيعي، مضيفا أنه لدى توقيفه من قبل عناصر الدرك وتحويله إلى الثكنة من أجل التحقيق معه أكد أنه يوم إنزاله المواد الغذائية كان في مكان غير آهل بالسكان لأنه لم يسبق له وأن توجه إلى مثل هذه الأماكن•