نجحت العشائر الأردنية في أن تحصد نتائج لافتة في الانتخابات وتملأ الفراغ الذي تركه الإخوان بدعوتهم إلى المقاطعة، يأتي هذا في ظل تحاليل تُجمع على أن النتائج المعلنة كانت متوقعة. واندلعت أعمال شغب في عدد من مناطق الأردن تزامنا مع ظهور النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي رفض “الإسلاميون” نتائجها بعدما قاطعوها، في الوقت الذي اعتبر الملك عبد الله الثاني أن الانتخابات تؤسس لمرحلة جديدة في المملكة ستتشكل فيها الحكومات البرلمانية. وشهدت مناطق معان والكرك جنوب المملكة ومأدبا والزرقاء في الوسط وبلعما شرقا وأربد شمالا، أعمال شغب أحرقت فيها ممتلكات عامة قام بها أنصار مرشحين خسروا الانتخابات. كما قطع محتجون في معان “250 كلم جنوب عمان” الطريق الصحراوي الواصل بين المحافظات الأردنية ومدينة العقبة جنوبا، وأطلقوا العيارات النارية في الهواء لمنع السيارات من سلوك الطريق ذهابا وإيابا. ولا تزال مدينة معان تشهد أعمال شغب واسعة منذ فجر أول أمس أحرقت فيها مؤسسات عامة وسيارات، بينما تحدث سكان في المدينة عن إطلاق قوات الأمن الأعيرة المطاطية. وكان مواطن أردني قتل وأصيب آخران في معان مساء الأربعاء الماضي إثر إطلاق مبتهجين بنتائج الانتخابات النار في الهواء. وتواصلت الاحتجاجات في لواء عي بمحافظة الكرك. وكان محتجون قد أحرقوا مبنى بلدية قرية صرفا وسيارتين حكوميتين أثناء احتجاجات تلت إعلان النتائج. ومن جانبهم، أحرق محتجون في منطقة الحصن التابعة لمحافظة إربد مركزا أمنيا، مما أدى إلى تدخل قوات الدرك التي أطلقت الغاز المدمع لتفريق المحتجين. من ناحية أخرى، أعلن رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات عبد الإله الخطيب في وقت متأخر من مساء أول أمس النتائج النهائية، وقال إنها ستكون نهائية بعد اعتمادها من مجلس مفوضي الهيئة ونشرها بالجريدة الرسمية. ونفى الخطيب أن تكون الهيئة قد تعرضت لأي ضغوط تسببت في تأخر إعلان النتائج، وأرجع سبب التأخير إلى إجراءات التدقيق والفرز. وكان الجدل قد رافق إعلان النتائج في مدينة السلط التي تسبب جدل حول صندوق انتخابي والحديث عن اختفائه في تأخير إعلان النتائج هناك، كما طالب مراقبون الهيئة بتوضيح حقيقة وضع هذا الصندوق. وبينما فاز بالانتخابات شخصيات قليلة لها برامج سياسية ليبيرالية ومعارضة، سيطر على البرلمان الوسطيون المؤيدون للسياسات الرسمية، وعاد إليه 33 من أعضاء البرلمان السابق، و12 من أعضاء برلمان 2007، وهذان البرلمانان حلهما الملك عبد الله بعد الاعتراف بحدوث تزوير وتجاوزات جسيمة في انتخاباتهما.