كشفت مصادر نقابية بقطاع التربية أن لجنة وزارية مشكلة من ثلاث مفتشين رئيسيين، ستحل بوهران نهاية الأسبوع الجاري بغرض الوقوف على ملف ما يعرف بمسابقة التوظيف الخاصة بأساتذة التعليم الثانوي التي جرت العام الفارط وأعلن عن نتائجها مع بداية الموسم الدراسي الجديد، قبل أن يتم تغيير أسماء الناجحين بها، وهي القضية التي أثارت سخطا واسعا لدى كل التنظيمات النقابية، التي راسلت الوزارة لفتح تحريات إدارية في القضية، علما أن جل مسؤولي القطاع بعاصمة الغرب الجزائري كانوا قد نفضوا أيديهم من هذه الفضيحة واتهموا بدورهم مصالح مديرية الوظيف العمومي في التسبب فيها ، إلا أن هذا التبرير لم يقنع أغلب النقابيين. تواصل قضية مسابقة توظيف أساتذة التعليم الثانوي التي نظمتها مديرية التربية نهاية الموسوم الدراسي الفارط، في إثارة تداعيات جديدة، على هذا القطاع الحيوي، بعدما تأكد، اهتمام الجهات الرسمية بهذه القضية نزولا عند طلبات عدة تنظيمات نقابي، وتوعد مسؤولها الأول بفتح تحقيق إداري، للوقوف على جميع الاتهامات التي يوجهها الناجحون لبعض المسؤولين، بعدما تم استبدالهم بقائمة أخرى من الناجحين!!! وأكدت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سنابست" في تصريح لممثلين لها في وهران، أن التشكيك في صحة قوائم كافة الناجحين في مسابقات توظيف عمال التربية يبقى أمرا واردا حتى في هذا الموسم الذي كثر الحديث فيه عن توسيع صلاحيات مديرية الوظيف العمومي واعتماد إجراءات تحكم جديدة أكثر أمان ووقاية ضد المتلاعبين والمتاجرين بنتائج هذه الامتحانات، وهي الوضعية التي أكدتها حالة الأساتذة الذين فازوا بمسابقات العام الفارط وتم رفض مستشهدة في ذلك بفضيحة تسريب مواضيع الأسئلة في واحدة منها على مستوى أكثر من ولاية في الوطن، واستمرار إخضاع نقاط المترشحين الخاصة بالفحوص الكتابية للسرية حتى مع أصحابها الذين يفترض أن يكون لهم فيها حق الاطلاع والطعن. وطالب ممثلو النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سنابست" بوهران بوجوب بلوغ مرحلة إثبات النزاهة الكاملة واللازمة في ضبط وتحديد قوائم الناجحين في الامتحانات الكتابية بالنسبة للمترشحين المجبرين على إجرائها عند اجتيازهم مسابقات التوظيف الخاصة بقطاع التربية الوطنية بالنظر إلى كل ما حدث ولا يزال في تسيير هذا الملف، معتبرين تحديدا أن الثقة في مصداقية تصريحات الوزارة التي تتغنى بتشديد إجراءات التصدي للغش والتلاعب بنتائج الممتحنين لن تتأتى من دون الإعلان عن نقاط هؤلاء، وتمكينهم من الاطلاع المباشر على الكشوف الخاصة بها، مثلما عبّر هؤلاء عن استيائهم العميق مما تخلل تنظيم المسابقة الأخيرة الخاصة بالمتنافسين على مناصب المساعدين التربويين التي تعرضت فيها مواضيع إحدى المواد الممتحن فيها إلى تسريب الأسئلة، والحالة التي وجد فيها مترشحون نص مادة الأدب العربي غير متبوعة بالتمارين المطلوب منهم حلها، معتبرين أن هذه الأمور تبقى تؤكد على سوء التنظيم على المستوى المركزي قبل المحلي، مثلما تجعل التصريحات الرسمية الفوقية المشيدة بإغلاقها كل المنافذ أمام الغش وتزوير النتائج فاقدة لمعانيها عندما تسقط على أرض الواقع. في السياق ذاته، أثار العديد من النقابيين من مختلف التنظيمات المستقلة النشطة في قطاع التربية النقاش والاستغراب الممزوج بقناعة استشراء التعفن والفساد وتجدرهما في شتى القطاعات بما فيها الحساسة حول قضية تسريب الأسئلة المذكورة.