^ لخضر بن خلاف: جاب الله ليس “ديكتاتورا".. وموجة “الرحيل" لن تطاله عيسى. ب /محمد سيدمو اتهم رئيس حزب العدالة والتنمية الشيخ عبد الله جاب الله السلطة بإلافلاس، مطالبا إياه بالرحيل وتقديم المشعل لجيل الاستقلال من أجل إعادة بناء جزائر عصرية وديموقراطية ومتقدمة. وأكد الشيخ عبد الله جاب الله، صباح أمس، بمناسبة تنصيب اللجنة الخاصة المكلفة بإعادة الهيكلة التنظيمية لجبهة العدالة والتنمية، أن الجزائر تملك رصيدا وتراثا فكريا عظيما بإمكانها أن تعيش بفضله أفضل بكثير مما هي عليه الآن، بسبب السياسات القائمة على رفض التداول على السلطة وتجهيل الشعب وإفلاسه أخلاقيا وفكريا على وجه الخصوص. وقال جاب الله “ألا يحق أن نقول لهذا للسلطة بركات"، خاصة وأن الجزائر تملك جيل استقلال واع ومثقف ولديه شهادات عليا في كل الاختصاصات، وقادر على تحمل المسؤولية والنهوض بالجزائر على كل الأصعدة أمنيا واقتصاديا وسياسيا..". وكشف جاب الله أن الجزائر تعيش أسوء مراحلها بسبب تفشي مظاهر الفساد الإداري والمالي، إضافة إلى الإفلاس الأخلاقي والفكري المتعمد للشعب، مؤكدا أن السلطة هي من زههد الناس في العلم وباقي المناحي الأخرى كالسياسة. وبخصوص الوضع في مالي، وصف رئيس حركة العدالة والتنمية ما يحدث في شمال مالي، بالجريمة المدبرة ضد الشعب العربي المسلم في مالي أولا ، وباستهداف الجزائر ثانية. وقال في هذا الشأن “ما قام به الزنوج في حق العرب والمسلمين في مالي يقع على عاتق مسؤولية فرنسا"، دون أن يفوته التأكيد على دور الجزائر في وقف الانتهاكات. وأضاف “لقد توقعنا هذا النوع من الجرائم والمجازر في شمال مالي"، مذكرا في الوقت نفسه بÇالجرائم المرتكبة في حق مسلمي ميانمار من طرف البوذيين". وعن الأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي، حمل الشيخ جاب الله، التيار العلماني المتشدد، مسؤولية الفتن التي تشهدها مصر وتونس، وقال “ما يحدث حاليا في مصر وتونس يذكرني بتوقيف المسار الانتخابي في الجزائر سنة 1991". وأضاف “الاستعمار الغربي نجح في غرس أفكاره المسمومة في نفوس أتباعه في العالم العربي باسم التعايش والتوافق"، مثنيا على الموقف التاريخي الذي اتخذه الجيش المصري من الأحداث الجارية في مصر برفضه أن يكون طرفا في الصراع الدائر بين الإسلاميين والعلمانيين. من جهة أخرى أكد القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، أن رئيس الحزب عبد الله جاب الله، ليس معنيا بموجة “الاستقالات والإقالات" التي طالت عددا من رؤساء الأحزاب السياسية في الساحة الوطنية، وأوضح أن جاب الله باق على رأس الحزب بإرادة مؤسسات الحزب ومناضليه. واعتبر بن خلاف، في تصريح خص به “البلاد"، أن ما شهدته الجزائر من عمليات إطاحة برؤوس عدد من الأحزاب في الساحة السياسية في الفترة الأخيرة، هو “شأن داخلي" يعني تلك الأحزاب، ولا يجوز تعميمه على الجميع، إذ لكل حزب تجربته وظروفه، ولا يرقى ذلك لأن يكون “ظاهرة" تستحق الوقوف عندها. ولفت بن خلاف إلى أن الوحيد الذي كان رحيله “مفاجئا" هو أحمد أويحيى من على رأس الأرندي. أما حسين آيت أحمد فكان رحيله من الأفافاس، مبررا نظرا لÇدورة الحياة" التي فرضت نفسها عليه. أما أبو جرة سلطاني الذي أعلن، هو الآخر، اكتفاءه بعهدتين في حمس، “لا تسمح قوانين حزبه بأن يترشح لعهدة ثالثة". وبخصوص الشيخ عبد الله جاب الله، الذي يعتبر من أقدم الوجوه السياسية الناشطة في الجزائر، قبل وبعد التعددية، أوضح بن خلاف أن “مؤسسات جبهة العدالة والتنمية هي من تقرر بقاءه أو رحيله"، نافيا عن جاب الله وصف “الديكتاتور" الذي يوصم به أحيانا من قبل مناوئيه السابقين. وحول سبب تمتع جاب الله بصلاحيات واسعة داخل الحزب، خاصة في تعيين أعضاء مجلس الشورى، قال بن خلاف، إن “التجارب السابقة التي عاشها الحزب، جعلت المؤتمرين يحصّنون الحزب وليس الشخص من كل الهزات وضعاف النفوس الذين يريدون أن يعيش الحزب في وضع غير مستقر كما وقع من قبل". وأضاف: “ليس جاب الله من حصّن، المؤتمرون هم الذين حصّنوا، بناء على التجارب المرة والخيانات التي كانت من المقربين بإيعاز ممن لا يريد أن تكون في الجزائر معارضة قوية"، يقصد تجربة حزبي النهضة والإصلاح، اللذين أسسهما جاب الله، قبل أن يطاح به من رئاستهما. وأشار النائب في المجلس الشعبي الوطني، إلى أن أهم ما يشغل جبهة العدالة والتنمية في الفترة الحالية، هو “بناء قاعدة الحزب الجديد، وقد انعقد مجلس الشورى الوطني وحدد استراتيجية للخماسية القادمة، تعمل على إنجاح برنامج الحزب، خاصة فيما يتصل بالهيكلة وتكوين المنا