أبدى وزير المصالحة الوطنية استعداده للاجتماع مع رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب خارج سوريا، بعدما حث الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة السورية على “التجاوب” مع اقتراح الحوار الذي قدمه الخطيب، بينما قال الرئيس السوري إن بلاده لن تتنازل عن “مبادئها وثوابتها” مهما “اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات”. وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر إنه مستعد للاجتماع مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة معاذ الخطيب. وأضاف في حديثه لصحيفة ذي غارديان البريطانية “إنني مستعد للقاء السيد الخطيب في أي مدينة أجنبية يمكنني الذهاب إليها لبحث الاستعدادات لإجراء حوار وطني”. ونقل عن حيدر قوله إن “الحوار وسيلة لتقديم آلية للتوصل إلى انتخابات برلمانية ورئاسية حرة.. هذا أحد الموضوعات التي ستتم مناقشتها على الطاولة.. هذا أمر يمكن أن يأتي نتيجة للمفاوضات وليس شرطا مسبقا”. وأضاف “نرفض إجراء حوار لمجرد تسليم السلطة من طرف إلى آخر”. وتمثل تصريحات حيدر أكثر ردود فعل الحكومة السورية إيجابية حتى الآن بعد دعوة الخطيب إلى الحوار الأسبوع الماضي. ودائما ما تشدد المعارضة على إجراء حوار يركز على رحيل نظام الرئيس بشار الأسد . وفي الأثناء، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية على “التجاوب” مع اقتراح الحوار الذي قدمه الخطيب. وقال بان أمام مجلس العلاقات الخارجية إن هذا الاقتراح “مناسبة يجب عدم تفويتها وفرصة للانتقال من منطق عسكري هدام إلى مقاربة سياسية واعدة”، مضيفا أنه “عرض شجاع.. أطلب بإلحاح من الحكومة السورية ومن مجلس الأمن التجاوب معها”. من ناحية أخرى، كان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة معاذ الخطيب قد جدد إصراره على رحيل النظام السوري، وقال إن المبادرة التي طرحها ليست ضعفا بل محاولة لوقف نزيف الدم. وفي مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة عقب لقائه بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، قال الخطيب إنه لم يجر حتى الآن أي اتصال مباشر مع الحكومة السورية، وشدد على أن “النظام بكل أركانه مطالب بأن يتفهم معاناة وآلام الشعب السوري، وأن يرحل توفيرا للدماء ووقفا للخراب والدمار”. وقال إن الشعب السوري لن يتوقف عن ثورته. وبشأن ما إذا كان هذا الكلام يعني فشل المبادرة، أجاب الخطيب “الموضوع عند النظام فهو لم يعط جوابا واضحا وصريحا حتى الآن، بأن يقبل الرحيل توفيرا للدماء والخراب”. وفي دمشق قال الرئيس السوري بشار الأسد إن بلاده لن تتنازل عما أسماها مبادئها وثوابتها “مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات”. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الرئيس الأسد قال خلال استقباله وفدا أردنيا ضم عددا من الناشطين السياسيين والمحامين والأطباء والمهندسين، إن سوريا “ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سوريا وحسب وإنما العرب جميعا”.