انتشار مذهل ولافت للانتباه وأنت تتجول بمختلف أزقة وشوارع بلديات ولاية بومرداس لظاهرة الكلاب الضالة، فقد غزت النسيج العمراني لبعض المدن الكبرى كبومرداس وزموري ودلس وبودواو وقورصو… وغيرها. لاتزال مشكلة الحيوانات الضالة التي تجوب مختلف بلديات بومرداس قائمة بالرغم من الجهود التي تبذلها مختلف المصالح للقضاء عليها، إذ أضحت هذه الكلاب الضالة تهدد حياة المواطنين عبر أغلب أحياء بومرداس والتي تفرض على من يعملون في الصباح الباكر أو المسافرين حضرا للتجوال في الساعات الأولى للنهار. ولا يخفى على أحد خطر الكلاب الضالة التي تحمل العديد من الفيروسات والطفيليات، والأكياس المائية المتنقلة من الحيوان إلى البشر، بالإضافة إلى داء الكلب الخطير الذي ينتقل عن طريق العض، الجرح أو المخالب… مما يحتم تضافر جهود كل المصالح المعنية من أجل تنظيم جمع النفايات بمختلف الأسواق خاصة العشوائية منها، واتخاذ الإجراءات الكفيلة التي من شأنها القضاء على هذه الحيوانات الضالة كما كان معمولا به في السنوات الماضية. هذا وقد أضحت الحيوانات الضالة جزءا من الديكور الليلي الذي تكتسيه شوارع ولاية بومرداس، حيث أكد مجموعة من سكان هذه المناطق على غرار منها دلس وبودواو وبرج منايل والثنية أن تنقل الحيوانات الضالة من كلاب متشردة وخنازير أصبح من المظاهر المخيفة بهذه المناطق لأنها تعدت المعقول بحيث إن التنقل أثناء الليل أصبح يشكل خطرا على سكانها ويثير خوف الكثير منهم بسبب تجول هذه الحيوانات في كل مكان دون رادع لا سيما أنها تتسم بالعدوانية وتهدد في الكثير من الأوقات حياة الإنسان اذ إن العديد منهم تعرضوا لحوادث جراء مطاردة أحد الخنازير المتوحشة لهم أثناء تنقلهم بالمنطقة في فترة الليل، مما جعلهم يتفادون التواجد بهذه الأحياء التي تشهد توافد أعداد كبيرة من هذه الحيوانات إلى جانب منع السكان لأبنائهم من التنقل عبر شوارع هذه الأحياء خوفا من أن يصطدموا بهذه الحيوانات التي قد تعرض حياتهم للخطر. هذا وقد أعرب سكان هذه المناطق عن استيائهم من هذه الظاهرة، معرجين على موضوع استضافتهم لأفراد عائلاتهم الغرباء عن المنطقة والذين لا يدركون حقيقة ما قد تشكله هذه الحيوانات من خطر خاصة أنهم يجهلون أصلا تواجدها بالمنطقة وشراستها وتركيزها على المفاجأة أثناء هجومها عليهم وقدرتها على إصابتهم بجروح خطيرة. هذه الحيوانات تساهم كبيرة في تشويه الصورة الجمالية لهذه الأحياء لا سيما أنها تقوم بالبحث عن الطعام داخل حاويات النفايات المتواجدة على مستوى هذه المناطق وبالتالي فهي تقوم بنبشها وبعثرة كميات كبيرة منها على الأرض مما يجعل الشوارع تبدو أشبه بالمزابل العمومية.. أحصت المصالح البيطرية بولاية بومرداس خلال السنة المنصرمة أزيد من 3 آلاف عضة حيوان بمختلف مناطق الولاية وأغلب الحالات المسجلة مصدرها الكلاب الضالة التي تمس بالدرجة الأولى الأطفال دون ال 14 سنة.