أدانت أول أمس، محكمة جنايات سطيف، الرئيس المدير العام السابق لشركة ''اتصالات الجزائر'' خير الدين سليمان ب 50 سنوات سجنا نافذا فيما أدانت مولود جزايري الذي استخلفه في المنصب بعد تنحيته ب 3 سنوات سجنا نافذا. في ذات السياق أدين مدير المالية بذات الشركة بعقوبة السجن النافذ لمدة عامين، في حين أصدرت حكما بسنة واحدة حبسا غير نافذ في حق المدير العام السابق بالنيابة أحمد كحيلي الذي استدعي في بادئ الأمر بصفته شاهدا في قضية الحال. وتواصلت المحاكمة والاستماع للمتهمين الموقوفين، في قضية كوابل سطيف إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، بعد تأجيل المحاكمة مرتين على التوالي، حيث التمس النائب العام في حق المتهمين أحكاما تتراوح بين 8 و10 سنوات سجنا نافذا، بعد أن وجهت لكل من الرئيس المدير العام سليمان خير الدين ومولود جزايري والمدير العام بالنيابة أحمد كحيلي ومدير المالية بالشركة مجموعة من التهم تتعلق بالتزوير واستعمال المزور في محررات مصرفية، والاستفادة من السلطة وتأثير أعوان مؤسسة عمومية، إلى جانب إبرام صفقة مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية بغرض إعطاء امتيازات غير مبررة للغير، مع جنحة استعمال الوظيفة، بالإضافة إلى توجيه تهمة إساءة استغلال الوظيفة، والإهمال الواضح المؤدي إلى ضياع أموال عمومية. وتعود حيثيات القضية إلى مباشرة الشرطة الاقتصادية لولاية سطيف في فتح تحقيق بقضية سحب 100مليار سنتيم من طرف أحد المستثمرين الذي استغل العقد الذي يربطه مع اتصالات الجزائر لسحب المبلغ قبل أن يختفي، وهو ما دفع باتصالات الجزائر إلى تقديم شكوى ضد بنك ''ناتكسيس'' بسبب رفض هذا الأخير تعويضها مقابل إقدام المستثمر المتعامل معها في مجال صناعة الأسلاك والكوابل الهاتفية، بفسخ العقد الذي يربطه بالمديرية العامة لاتصالات الجزائر منذ سنة 2005بقيمة تقدر ب230 مليار سنتيم. وكان وكيل الجمهورية بمحكمة سطيف قد أمر بإيداع كل من الرئيس المدير العام السابق لاتصالات الجزائر سليمان خير الدين ومدير المالية بذات المؤسسة الحبس الاحتياطي بتاريخ 26جانفي من السنة الجارية فيما وضع مولود جزايري الرئيس المدير العام السابق أيضا لاتصالات الجزائر تحت الرقابة القضائية بعد استدعائهم من طرف ممثل الحق العام على ذمة قضية الكوابل بولاية سطيف. وجاء أمر الإيداع بعد أن مثل أعضاء لجنة الصفقات رفقة مدراء اتصالات الجزائر بالإضافة إلى المدير العام السابق بالنيابة لنفس المؤسسة أحمد كحيلي طيلة يوم وليلة 26جانفي من السنة الجارية.