توصل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى اتفاق نادر بشأن سوريا وهي قضية انقسم فيها المجلس على مدى سنتين، داعيا إلى إنهاء العنف المتصاعد ومستنكرا انتهاكات حقوق الإنسان من جانب قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة. وقال المجلس في بيان غير ملزم صدر بالإجماع إن “العنف المتصاعد في سوريا مرفوض تماماً ويجب أن ينتهي على الفور.” وبعد مناقشة للوضع الإنساني المتدهور في سوريا استنكر المجلس المؤلف من 15 عضوا “الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان من جانب السلطات السورية وكذلك أي إساءات لحقوق الإنسان من جانب الجماعات المسلحة”. ويأتي هذا في وقت، لا يزال العنف مستمرا في سوريا، منذ أكثر من سنتين، وسط تدهور تام للأوضاع الإنسانية، وارتفاع عدد اللاجئين السوريين، حيث حذر أنطونيو غوتيريس مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين، من أن أعداد اللاجئين سوف تصل إلى 3 ملايين ونصف المليون شخص مع حلول نهاية العام، إذا استمرت الأوضاع على النحو الذي تسير به الآن، كما أن مجموع من سيصبحون بحاجة إلى معونات إنسانية داخل سوريا سيصل إلى أكثر من 6 ملايين سوري. ووصفت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس الوضع في سوريا بالكارثة الإنسانية، معتبرة أن المدنيين يدفعون ثمن الفشل في إنهاء الأزمة السورية المستمرة. كما كشفت في جلسة عقدها مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا بأن ما يزيد عن 6 ملايين و5 مائة ألف سوري بحاجة للمساعدات، مضيفةً بأن تدمير البنية التحتية الأساسية بما فيها المدارس والمستشفيات وتراجع قيمة العملة أثر على غالبية السوريين، حيث الاحتياجات تتزايد بشكل سريع خاصة في مناطق الصراع. وفي الأثناء، عرض المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس، تقريرا على مجلس الأمن الدولي عن آخر ما وصلت إليه جهوده لحل الأزمة، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية. ووصف تعامل الإبراهيمي مع الملف السوري بأنه شديد الحذر في استخدام المصطلحات وتخفيضه سقف التوقعات، لكنه اتهم الطرفين بالتعاون على هدم سوريا، واستبعد أي دور للرئيس بشار الأسد في أي مرحلة انتقالية محتملة. وأدان مجلس الأمن الدولي ما وصفه بانتهاكات حقوق الإنسان الواسعة النطاق التي تقوم بها قوات النظام السوري، كما رفض أي انتهاكات من قبل مسلحي المعارضة. وقال في بيان صادر بالإجماع إنه يجب وقف العنف المتصاعد في سوريا. من ناحية أخرى، أكد مسؤول أمريكي كبير أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تحقق في ما إذا كان النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية في حربه ضد مقاتلي المعارضة. وقال المسؤول في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية إن معلومات محددة تفيد بأن مادة كيميائية “مشبوهة جدا” ربما تكون استخدمت في المعارك الأخيرة بسوريا، ولكن أجهزة الاستخبارات ما زالت تحقق في صحة هذه المعلومات، ولم تصل إلى خلاصة جازمة تمكنها من إثبات صحتها من عدمها. ورأى أنه من المحتمل أن تكون هناك أسلحة كيميائية “استخدمت بشكل محدود وموضعي جدا”، وليس على نطاق واسع. وكان دبلوماسيون أمميون قد أكدوا الأسبوع الماضي أن الدول الغربية لديها “أدلة صلبة” على أن السلاح الكيميائي استخدم في النزاع السوري مرة واحدة على الأقل.