سلطت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، أمس، عقوية 20 سنة سجنا نافذا في حق شابين في العقد الثاني من العمر، بعد إدانة كل واحد منهما بتهمة الشروع في القتل والسرقة الموصوفة المقترنة بظروف التعدد والليل، والضرب والجرح العمدي، في قضية كان فيها الضحية “كلونديستان” سقط في فخ الشابين، فجرداه من سيارته بعدما اعتقدا أن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة. القضية تعود وقائعها إلى شهر جويلية من السنة الفارطة، لما ترصد الشابان “الفرودير” المسمى “ب ع”، صاحب سيارة من نوع “أتوس” الذي كان عائدا إلى منزله في ساعة متأخرة من الليل، حيث قرر المرور عبر المحطة البرية لنقل المسافرين “سيدي إبراهيم” الكائنة بالمدخل الجنوبي لمدينة عنابة، حيث وجد المتهمين فأوهماه بأنهما منخرطين في صفوف الجيش الوطني، وأنهما لا يتوفران على مبلغ مالي بحوزتهما من أجل الالتحاق بعائلتهما، وقد ذهب أحد المتهمين إلى حد افتعال سيناريو الاتصال هاتفيا بأحد الأصدقاء لكنه لم يأت، مما أبقى الشابين حسب زعمهما لمدة ساعتين في المحطة، رغم سعي أحدهما إلى بيع هاتفه النقال من أجل توفير مبلغ مالي يضمن لهما دفع مصاريف النقل، وهي الرواية التي أثارت استعطاف الضحية الذي قرر اصطحاب الشابين إلى مقهى بوسط المدينة على أمل العثور على سيارة تقلهما إلى الوجهة المحددة، لكن وبمجرد أن قرر الضحية الانصراف للالتحاق بمسكنه، سارع الشابان إلى تقديم طلب آخر يقضي بمرافقته على متن سيارته في نفس الاتجاه الذي سيسلكه، غير أن الرحلة أخذت بعدا مغايرا، بعدما أشهر أحد الشابين سكينا ووضعه على رقبة “الكلونديستان”، ليأمره بتغيير الوجهة، والسير نحو بلدية بوحجار الحدودية التابعة إداريا لولاية الطارف. وعند الوصول إلى سد الشافية، قرر الشابان السير على مسلك معزول يؤدي إلى بلدية عين الكرمة، ليقوما بعدها بإرغام “الفرودير” على النزول من مركبته، تحت طائلة التهديد، رغم أنه حاول المقاومة، لكنه تلقى طعنات عديدة على مستوى الكتف والوجه والبطن، ليسقط مغشيا عليه. الضحية وخلال جلسة المحاكمة أجهش بالبكاء بمجرد تذكر سيناريو الحادثة، وقد صرح أمام هيئة المحكمة بأن المسمى “ب م ص” وجه له 7 طعنات قاتلة في مختلف أنحاء الجسم، لما كان جالسا في مكان السياقة محاولا قتله، قبل أن يقوم المتهم الثاني “ب ب” بدفعه بقوة إلى خارج المركبة، بعد ضربه بآلة حادة، مع رميه في حفرة من الأشواك. وقد اعتقد المعتديان بأن الضحية قد لفظ أنفاسه الأخيرة، مما جعلهما يغادران المكان مع قيادة السيارة، والفرار بها إلى وجهة مجهولة، لكن القدرة الإلهية شاءت أن يستجمع الضحية قواه نسبيا، ويستخرج هاتفه النقال للاتصال بأحد أصدقائه طالبا النجدة مع تحديد المسلك الذي كان قد سار عليه، ليتم نقله إلى مستشفى عين الكرمة، حيث خضع لعملية جراحية استعجالية، في الوقت الذي سارعت فيه فرقة الدرك الوطني إلى فتح تحقيق وتطويق المكان لملاحقة المتهمين، اللذين تم توقيفهما في حاجز أمني قبل الوصول إلى مدينة عنابة. وكان ممثل الحق العام قد التمس عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهم “ب م ص” الذي كان قد وجه الطعنات للضحية، مع التماس السجن النافذ لمدة 15 سنة للمتهم الثاني، لكن وبعد المداولات القانونية تمت إدانة الشابين بنفس التهمة، والحكم على كل واحد منهما ب 20 سنة سجنا وغرامة مالية بقيمة 10 ملايين سنتيم، مع إلزامهما بدفع تعويض للضحية بمبلغ 60 مليون سنتيم عن الضرر الجسدي والمعنوي الذي لحق به جراء هذه الحادثة.