يعقد اليوم، المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي فرع جامعة الشلف، جمعية عامة استثنائية، لتباحث راهن الأستاذ الجامعي في كليات جامعة حسيبة بن بوعلي، وتدارس استراتيجية القضاء على مشاكل التسيير على مستوى الكليات الناتجة عن تجاهل الإدارة الوصية لأمهات المسائل التي طرحها زكناسس على الدوام، دون أن تجد أذانا صاغية من قبل مدير الجامعة. كما ستأخذ قضية السكنات حصة الأسد في أجندة نقابيي الكناس الذين طالبوا وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية، بإيفاد لجنة وزارية محايدة لتسليط الضوء على نقاط بالغة الأهمية، ما تزال مدرجة في خانة السري للغاية، كما هو الحال بالنسبة للتجاوزات الصارخة التي جاءت في بيان النقابة، تلقت زالبلادس نسخة منه الموقع بتاريخ 2009/02/22 . تأتي في طليعة هذه التجاوزات، غلق الأبواب في وجه النقابة وتبني خيار المنطق الأصم في معالجة قضايا ترتبط بالجامعة، بالرغم من النداءات المتكررة التي وجهتها النقابة إلى مديرالجامعة، من أجل إيجاد مخارج نهائية لقضية التطاول على القوانين والنصوص التنظيمية، ناهيك عن رفض مدير الجامعة استقبال النقابة بتاريخ الثالث فيفري الماضي. ذات البيان أبرز عدة ظواهر بات مسكوتا عنها، تتصل مباشرة بظاهرة التزوير واتساع رقعتها لتشمل عدة مسابقات، في غياب أليات ردعية. كما ورد في البيان الذي وجه أصابع الاتهام إلى القائمين على جامعة حسيبة بن بوعلي، على خلفية ما يقع في الجامعة من تزوير، الذي طال مسابقات الماجيستر في عدد من التخصصات، ولعل ما يعزز هذا الاتجاه -حسب نقابة كناس، تبعات ذلك على مستوى التدرج والتلاعب المفضوح وغير المألوف في الجامعة في حق نقاط طلبة معهد التربية البدنية، بعدما اهتدى صناع التزوير في المعهد ، إلى تغيير نقاط العديد من الطلبة وفي أكثر من مقياس. حدث ذلك -حسب تصريحات نقابيي الكناس، خارج لجنة المداولات التي لم تنعقد منذ 4 سنوات -حسب اعترافات الأساتذة، إلى جانب التغيب العمدي للمجالس البيداغوجية، وهو ما أفضى إلى شيوع ظاهرة الفوضى وبروز العشوائية في التسيير. وفي سياق ذي صلة بالموضوع، قالت النقابة، أن هناك مؤشرات على تعفن الأوضاع في معهد التربية البدنية، كما هو الشأن بالنسبة لقضية اعتداء مدير المعهد على طالب جامعي راح ضحية استفساره عن دوافع تغييب الطلبة في توزيع رزنامة الامتحانات، في الوقت الذي سبق أن جرى طرح هذه الانشغالات بشيء من التفصيل على إدارة الجامعة، التي قطعت حبل الحوار على ما يبدو وارتضت الصمت إلى إشعار آخر. نقابة كناس، لم تتوان عن مناشدة حراوبية بإيفاد لجنة تحقيق إلى جامعة الشلف، لفتح نافذة واسعة على مستوى جميع الأقسام والكليات التي كانت مسرحا لهذه الخروقات الجسيمة، آملة أن تتخذ تدابير صارمة لاحتواء سيناريوهات أليمة، كانت جامعة مستغانم ضحيتها، في إشارة واضحة إلى مقتل الأستاذ المرحوم بن شهيدة محمد في مكتبه بالسلاح الأبيض على يد طالب جامعي يدرس لديه. وعلى هذا النحو، حذر النقابيون من مغبة مضاعفة الإجراءات التعسفية وأشكال التهديد في حق الأساتذة المشتكين ومحاولة إشاعة مساواة بين الضحية والجاني، علما أن الأساتذة يتابعون قضاياهم دون التفريط في حقوقهم. كما سجلت النقابة في حديثها ل زالبلاد ببالغ التذمر، قضية التراخي في دفع الرواتب ومنحة المردودية، وهو ما يؤكد حسب النقابة، جملة الاختلالات الحاصلة في التسيير، وعدم التحكم في الوضع. ولم يكتف النقابيون بهذا الحد، بل اتهموا الإدارة بتوظيف أساتذة في بعض التخصصات دون احترام الشروط القانونية للمسابقات، على وجه الخصوص اختصاص الكهروتقني. وواصل البيان في سرد مشاهد الفوضى الضاربة أطنابها في هياكل جامعة الشلف، منها فوضى تطبيق القانون الأساسي، الذي تسخره الإدارة إلا في فرض تدابير تعسفية ضد الأساتذة، مع تنصل صانع القرار بهذه الجامعة عن قضية التحول غير المدروس إلى القطب الجامعي بأولاد فارس وعدم التزامه بالتعهدات التي منحها لأساتذة الكهروتقني والالكترونيك. وعرجت النقابة على الفوضى التي آلت إليها بعض الكليات بفعل تنصل الإدارة المركزية، وغياب الرقابة الميدانية لوقف صنوف التسيير الإنفرادي. وبلغة شديدة التوتر، تساءل نقابيو الكناس عن الفائدة من استمرار ظاهرة الجمع بين الوظائف، بالرغم من التزام الإدارة بحل المشكلة، ناهيك عن توزيع التربصات القصيرة المدى، بطرقستحت الطاولة، ما أسفر عن حرمان أساتذة ذوي أحقية بذلك، كما وقع في كلية الأدب. وكانت قضية منح تربصات لطلبة ما بعد التخرج سنة أولى ماجيستر، القشة التي قصمت ظهر البعير، لدى النقابة التي ذكرت أن معهد التربية البدنية، شهد استفادة أساتذة لسنتين متتاليتين من تربصات، بينما حرم أخرون. وقال النقابيون إنهم يأملون في قدوم لجنة وزارية لإزالة مناطق الضغط التي ساهمت الإدارة في إيجادها.