القناع سرق من موقع "هيبون" بعنابة ووجد في أحد قصور صهر بن علي أخلفت السلطات التونسية وعدها الذي قطعته للجزائر حين قالت إنها بصدد اتخاذ كافة الإجراءات لتسليم "قناع غروغون" الأثري التاريخي بعدما تم العثور عليه قبل أشهر داخل أحد القصور التي يملكها صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، صخر الماطري. وقالت وزيرة الثقافة خليدة تومي إن القناع الذي سرق من الموقع الأثري "هيبون" بعنابة في 1996، وهرب إلى خارج الوطن، عرض مؤخرا بتونس في إطار معرض شمل تحفا أخرى رغم طلب الجزائر استرجاعه. واستنكرت الوزيرة التي حضرت افتتاح الدورة التكوينية الثانية حول "حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية" خصصت لأكثر من 40 عنصرا من جهاز "الأمن الوطني" في العاصمة وتستمر شهرا، وجود هذه التحفة المصنفة وطنيا ضمن المعرض، معتبرة ذلك يتنافى مع قوانين "اليونسكو". وتزن القطعة موضوع الحديث، أكثر من 300 كلغ وهي مصنوعة من الرخام الأبيض وكانت اكتشفت في 1930 خلال حفريات قام بها فريق عالم الآثار الفرنسي "شوبو" بالقرب من الموقع الأثري "هيبون"، أي عنابة حاليا. وبعد التعرف عليها من طرف خبراء جزائريين من وزارة الثقافة السنة الماضية في تونس، قال وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك إن "قناع غورغون الذي سرق سنة 1996 من الموقع الأثري هيبون وجد داخل بيت صخر الماطري صهر الرئيس التونسي المخلوع، وستتم إعادته إلى الجزائر بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية". من ناحية أخرى، تحدثت وزيرة الثقافة عن ظاهرة تهريب التراث الجزائري خارج الحدود، فقالت إن أغلب المسروقات وقعت في التسعينيات، أي في "العشرية السوداء"، داعية إلى ضرورة دراسة هذه الظاهرة للتمكن من مراجعة وتحيين القوانين والاستراتجيات للتصدي لها. ورأت تومي أنه من الضروري تنسيق العمل والجهود بين قطاع الثقافة وكل الجهات المعنية بموضوع التراث الذي يحمل الكثير من الرهانات.