- "فتح" و"حماس" تعودان إلى القاهرة من أجل "المصالحة" انطلقت صفارات الحداد أمس، في رام الله إيذانا ببدء الفلسطينيين إحياء الذكرى ال65 لنكبتهم بمجموعة فعاليات في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللاجئين في الخارج، لتأكيد التمسك بحق العودة، ورفض الحلول البديلة. وبدأ الاحتفال المركزي من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله. كما نظمت فعاليات مختلفة في المناسبة عينها. ويتضمن برنامج الفعاليات المستمرة منذ شهور، وتبلغ ذروتها اليوم، مسيرات جماهيرية ومسيرات شموع وندوات ومحاضرات. وإحياءً لهذه الذكرى، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تمسكه بقيام الدولة الفلسطينية. وقال في كلمة ألقاها عبر التلفاز "إننا نتعاطى بكل إيجابية مع أية جهود دولية تفضي إلى حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967″، مضيفا "متمسكون بثوابتنا الوطنية المنسجمة مع الشرعية الدولية وهي قيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأممالمتحدة رقم 194″. وشدد عباس على أن الفلسطينيين "انتصروا على من أرادوا طمس هويتهم وأنكروا حقوقهم" مشددا على أنه "لا توجد اليوم دولة في العالم، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، تنكر حقنا المشروع في إقامة دولتنا المستقلة على أراضينا التي احتلت عام 1967″. واندلعت أمس، مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز قلنديا بين القدسورام الله. وذكر شهود عيان أن عشرات من الشبان الفلسطينيين رشقوا قوات الاحتلال على الحاجز بالحجارة وأغلقوا الشارع الرئيس بالإطارات المشتعلة بينما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والعيارات المطاطية. وكان محتجون فلسطينيون اشتبكوا مع جنود إسرائيليين في قرية حوسان، القريبة من بيت لحم في الضفة الغربيةالمحتلة, خلال مظاهرة عشية ذكرى النكبة. واستخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل صوتية ومسيلة للدموع لتفريق عشرات المحتجين، وقد اعتقل متظاهر واحد على الأقل. وفي قطاع غزة نظمت مجموعة من المؤسسات الأهلية في قطاع غزة مسيرة جماهيرية بعنوان "أرضي هويتي". وتوجه عشرات من أبناء القطاع إلى المنطقة الحدودية مع إسرائيل، شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث تظاهروا بالقرب من الأراضي التي استولت عليها إسرائيل عام ثمانية وأربعين. وفي داخل إسرائيل، تظاهر العشرات من الطلاب العرب واليساريين اليهود بجامعة تل أبيب إحياءً لذكرى النكبة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المتظاهرين طالبوا إسرائيل بالاعتراف بمعاناة الفلسطينيين. ووفق معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن النكبة تسببت في تشريد نحو ثمانمائة ألف فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948. وسيطر الإسرائيليون خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من سبعين مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني. أما عن الواقع الديموغرافي بعد 65 عاما على النكبة، فتشير بيانات الجهاز إلى أن الفلسطينيين تضاعفوا ثماني مرات، ليبلغ عددهم اليوم قرابة 11.6 مليون نسمة، 5.8 ملايين منهم يقيمون في فلسطين التاريخية، 44.2٪ منهم لاجئون. وبلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث منتصف عام 2013، حوالي 5.3 ملايين لاجئ فلسطيني، يشكلون ما نسبته 45.7٪ من مجمل الفلسطينيين في العالم. وقُدِّر عدد السكان بالضفة الغربية مع نهاية 2012 قرابة 2.7 مليون، وحوالي 1.7 مليون في قطاع غزة. في حين بلغ عدد السكان بمحافظة القدس حوالي أربعمائة ألف نسمة نهاية العام 2012. من ناحية أخرى، وصل محمود عباس أمس إلى القاهرة للبحث في ملف المصالحة. وكانت حركتا فتح وحماس اتفقتا، الثلاثاء، في القاهرة على تنفيذ بنود اتفاق المصالحة خلال ثلاثة أشهر. وينص الاتفاق على التنسيق مع رئيس المجلس الوطني لدعوة لجنة إعداد قانون الانتخابات لمناقشة النقاط العالقة فيه، وتقديم الصيغة النهائية إلى اللجنة التنفيذية لإقرارها، وكذلك إصدار مرسوم بتشكل لجنة انتخابات المجلس الوطني بالخارج. واتفقت الحركتان على تشكيل محكمة انتخابات المجلس الوطني بنفس آلية تشكيل محكمة انتخابات التشريعي، ومواصلة التشاور لتشكيل حكومة الوفاق برئاسة عباس بعد شهر من تشكيل المحكمة. كما اتفقت فتح وحماس على إصدار الرئيس عباس مرسوماً بتشكيل حكومة الوحدة، ومرسوماً آخر لتحديد موعد لإجراء الانتخابات بعد ثلاثة أشهر من تاريخه.