قررت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات التنسيق مع مصالح الأمن المختصة بوزارة الداخلية والجماعات المحلية، لرصد حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير بعد تسجيل 445 إصابة مؤكدة ووفاة 19 مصابا. وأفاد مصدر مسؤول بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ''البلاد'' أمس، أن عناصر الأمن التابعين لوزارة الداخلية باشروا التحقيق في وجود حالات إصابات بأنفلونزا الخنازير غير مصرح بها، خاصة بالمناطق النائية وداخل القرى والمداشر وهي المناطق التي يجهل بها المصابون طبيعة الأعراض التي يعانون منها ويفضلون المعاناة بصمت لجهلهم خطورة المرض ومدى انتشاره. ورصدت مصالح الأمن بالتنسيق مع أطباء وقائيين بوزارة الصحة منذ أيام، حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير بولاية عين الدفلى رفض صاحبها التنقل إلى المصالح المختصة من أجل العلاج. وقالت المصادر إن المواطنين القاطنين بالمنطقة هم من أخبروا بوجود حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير أو ما بات يعرف بفيروس ''اتش 1 ان 1 '' لم يتم التصريح بها، الأمر الذي دفع المصالح المختصة للتنقل والتحقيق في صحة المعلومات وتم الكشف عن الحالة التي نقلت فورا للمستشفى من أجل العلاج. وأقرت وزارة الصحة حملة وقائية بالتنسيق مع وزارة نورالدين يزيد زرهوني من أجل احتواء المرض والحيلولة دون انتشاره في انتظار وصول اللقاح المضاد للفيروس والانطلاق في عملية التلقيح بين أوساط الطبية كفئة أولى لاحتكاكها المباشر بالمصابين تم تعميمه على عامة الناس. وتشمل هذه الحملة جميع القرى والمداشر والمناطق الشعبية. هذا واتخذت الجزائر منذ الإعلان عن انتشار المرض دوليا كافة التدابير اللازمة والاحترازية لاحتواء الوضع منها تأمين المطارات والموانئ. وكان وزير الصحة سعيد بركات قد أصدر تعليمة إلى كل المدراء الولائيين للصحة مؤخرا قصد الاجتماع مع مدراء المستشفيات والمرافق الصحية والجوارية لتعزيز قواعد الوقاية وتكثيف حملات المراقبة لموافاة خلية الأزمة على مستوى الوزارة بتقارير مستمرة حول طبيعة حالات أنفلونزا الخنازير المنتشرة بالمنطقة. وصنفت التعليمة كل من ولاية الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة وعنابة وبجاية وجيجل وورفلة وتمنراست وعنابة وبجاية وأدرار واليزي وباتنة وغرداية وسطيف وسكيكدة ومستغانم وبسكرة والشلف، في قائمة الولايات الأكثر عرضة لاحتمال انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في الجزائر، بسبب ارتفاع نسبة الكثافة السكانية بهذه الولايات مقارنة بباقي الولايات الأخرى، فضلا عن أنها من أكبر مدن الجزائر استقطابا للأجانب، باعتبارها أقطابا اقتصادية صناعية مهمة وجهات سياحية. كما يُمثل عامل وجود مطارات وموانئ ومراكز حدودية بهذه الولايات، أحد أهم دوافع الوزارة لوضعها في مقدمة الولايات التي يجب أن تلتزم بتطبيق المخطط الوطني لمكافحة أنفلونزا الخنازير والوقاية منه والذي رصدت له الحكومة أكثر من 800 مليار سنتيم. وأصدرت وزارة الصحة بيانا، نهاية الأسبوع الماضي، والمنشور على موقعها الالكتروني، تحدثت فيه عن إحصاء 445 حالة إصابة مؤكدة على مستوى المصالح الاستشفائية، منها 19 حالة وفاة، أي بزيادة 56 حالة جديدة منذ إعلان الحصيلة الرقمية السابقة والتي سجلت 389 حالة، من بينها 16 وفاة. ويكشف البيان الأخير للوزارة، عن الوتيرة المتسارعة لانتقال العدوى بين الأشخاص، فبعد أن كان الإعلان عن إصابة واحدة في الأسبوع، تحول فيروس ''اتش 1 ان,''1 إلى ''حاصد للأرواح في غضون أيام قليلة فقط. أما حجم الإصابات فحدث ولا حرج، إذ صار تسجيلها يتم بصفة يومية.